بين الثقافتين الشائعة والمهيمنة
كتب حسّ سليم : يوجد فرق شاسع بين الثقافة الشائعة والثقافة المهيمنة، الثقافة الشائعة تملك العدد وغالباً ما تكون في حالة دفاع عن النفس، أما الثقافة المهيمنة فهي من تملك القوة والسلطة والقدرة على التأثير والتغيير، وكذلك هناك فرق شاسع بين المتمرد على الثقافة الشائعة والمتمرد على الثقافة المهيمنة. إذن حتى لو وضعنا جانباً معيار الخطأ والصواب واعتبرنا التمرد من أجل التمرد في حد ذاته ذا قيمة كما يدعي هؤلاء التمردقراطيون rebellocrates كما سماهم فيليب موراي ساخراً، فإنهم آخر من يحق لهم الحديث عن التمرد. من يدعم أفكاره كل الإعلام والشركات في العالم وترعاها المنظات الدولية والنخبة الثقافية المهيمنة وتحت حماية القوى العظمى (في كثير من الأحيان تحميهم كأفراد) لا يحق له ادعاء التمرد. التمرد بتعريفه لا يكون خدمةً لسلطة أقوى، وفي ظل العولمة التي حذفت الحدود الثقافية والسياسية، فإن ثقافة هؤلاء هي المهيمنة والتي تتوسع يوماً بعد يوم عبر العالم. إذا شبهنا الأمر بالقطعان فإن ما يسعون له هو مجرد رغبة في الانضمام إلى القطيع الأقوى الذي تمثله السلطة، حالهم مثل روبن هود يسلب ويسرق بقال الحي ب