المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

عن تأنّث بعض الرجال

صورة
كتب محمود توفيق : إنَّ تأنث الرجالِ ليس فقط في الملبس والتصرفات، ولكن أيضًا باكتسابهما مشاعر مرتبطة أكثر بالإناث، مثل انتفاخ رَجُلين في وجه بعضهما البعض بغير سابق معرفة وبغير كلام إن جمعهما مكان واحد، كمعرض أو صالون حلاقة أو أي مكان يرى فيه كل منهما الآخر لأول وآخر مرة، ويريد كل منهما أن يعبر بوجهه ولغة جسده عن فرحته بنفسه وعن تعاليه عن الآخر. ترجلوا واخشوشنوا، فإن الرجل الحق لا يبدو عليه خصام لمن لا يعرف فضله أو فجوره. لا تتحسسوا للنوع، فأنا لا أكتب للتغزل في جنس الرجال، ولا أكتب للتغزل في جنس النساء، أكتب لأنفع الناس. البشر فيهم النقص عامة، وهناك عيوب تظهر في الرجال أكثر من النساء، وهناك عيوب تظهر في النساء أكثر من الرجال. والعبد لله عندما يسمع عن عيب في الرجال لا ينتفض دفاعًا عن جنسه، بل أفعل ما هو أفضل من ذلك، أبحث عنه في نفسي كي أعالج نفسي منه أو كي أحصِّن نفسي منه.  

قولهم "انشرها لعل غيرك يستفيد"

صورة
فكرة "انشرها لعل غيرك يستفيد" ليست سيئة، لكنها ليست الأصل. الأولى أن يعمل الإنسان بما يعلم في حدود الاستطاعة، فيكون أول منتفع بعلمه. وبسبب سهولة النشر -وسيولته المفرطة أيضا- قد بتناقل عشرات الأشخاص التذكير بطاعة معينة، وكلهم يقول لعل غيري يعمل فيكون لي مثلُ أجرِه، ثم لا يعمل أحد في نهاية السلسلة. صحيح أن "الدال على الخير كفاعله"، وتقصير الفرد في ذاته ينبغي ألا يمنعه من الكلمة الطيبة، لكنك لا تضمن الاستجابة من الآخرين، بينما في وسعك أن تحمل نفسك على الطاعة.

تعاطفاً مع الناشرين المساكين - أرنولد بنيت

صورة
لقد خلّفت الشباب وراء ظهري، والآن شارفت على الهرم. وقد شاب الشعر الذي كان يوما بنياً. وضعفت العين التي كانت تقرأ الخط الدقيق في ضوء القمر. لكنني لم أرَ قط ناشرا من دون معطف فراء في الشتاء ولا ذريته تتسول كسرة خبز. ولا أتوقع أن أشهد مثل هذه المناظر. غير أني رأيت كاتبا يتسوّل كسرة خبز، وبدل الخبز، قطعت له تذكرة قطار. لطالما كان الكتاب مخطئين، وكذلك سيظلون: المرتزقة، يراكمون الأموال، بلا تأنيب ضمير! [...] وإني لأعجب كيف أن الناشرين لم يستغنوا عنهم، ويواصلوا مسيرة الأدب الإنجليز ي العريق بلا مُعين. على كل حال، لقد تعاطفت مع الناشرين خلال احتفالات رأس السنة. فحين أجدني، مثلا، منغمسا في الترف وأخشخش عملات ذهبية عديدة انتزعها ابتزازا من ناشرِيّ وكيلي النذل بعدما نوّمه مغناطيسيا؛ وحين أفكر في الناشرين، يكافحون في معاطفهم من الفراء للبقاء دافئين في غرف بلا قبس من نار ويلتقطون من الصحن ضلع ديك بينما يملؤون استمارات الإفلاس – أحمرُّ خجلا. أو ينبغي لي أن أحمرَّ خجلا، لو لم يكن الكتّاب مشهودا لهم بالعجز عن ذلك الانفعال. الكاتب الإنجليزي أرنولد بنيت

نعتقل ألسنتنا

صورة
للاستماع: هنـا "أول مرة أشوف فقيه يعمل لايف!" كتبت معلِّقة. ما نحسبه بديهياً هو عند غيرنا اكتشاف وربما صدمة. توجد دوائر خالية من التأثير الصالح؛ فحتى لو كان العلماء والدعاة يبثّون الدروس ليل نهار، فستبقى مناطق لا يصلها الخطاب الشرعي، وستبقى فئات من الناس أجنبية عن رسالة الإسلام. يُلام الجمهور بالطبع على ذلك لأنه لا يبحث عمن يعلّمه دينه، لكن هذا اللوم لا يعفينا من العمل، نحن الذين لسنا علماء ولا متخصصين في العلوم الشرعية، لكن نحسب أن عندنا اهتماما وحرصا على التدين الفردي والجماعي، فدورنا أن نكون سفراء العلماء، حلقة الوصل المفقودة بين حمَلة الخطاب الشرعي وبين الجمهور الذي لا يقضي سهراته تحديدا ينصت لشيوخ معمّمين ذوي لحى وهندام معيّن، فهو يغيّر القناة قبل أن يتكلّموا، لكنه يسمع لزميله في العمل ولمرافقيه في التاكسي ولأصدقائه في المقهى وفي العالم الافتراضي... إن الجبهة المتنفّذة التي ننتقدها لا تكفّ عن العمل، وتطبق الحصار يوما بعد يوم على امتداد أشعة الهدى، لكن أي دعوة لا يمكن حصارها في نهاية المطاف إلا ذاتيا. نعم الإلهاء يصرف الناس، والتضييق على لقمة العيش ي

اللغة جزء من تكوين الإنسان وليست مجرد أداة للتواصل

تنفيس ~ قصة التفاف

صورة
كانت المنطقة يومها محتقنة بروح الاحتجاج. بادر المركز بإرسال بعثة تتقن التخدير بالكلام. غصّت القاعة بشباب المنطقة. الكل يعرف الكل هناك. أمّن أعضاء البعثة على مشروعية المطالب وأكّدوا أنها سُمعت وسيستجاب لها. فُسح المجال بعدها بحسبان لبعض الأهالي ليحكوا معاناتهم. وفي غفلة من مسيّري حفلة التنفيس أخذ الميكروفون شاب جهر بالمسكوت عنه، فاهتاج الحضور حماسا وتعالت الدعوات لمواصلة التظاهر وتشنج المخبرون. حينها صدرت إشارة معلومة لخروج هيفاء محفوفة بوصيفات لا يخفين شيئا. استلمت الميكروفون بدلال وحيّت المتربعين على المنصة والتفتت للجمهور الحابس لأنفاسه: "صاحب المداخلة الأخيرة حصل على ما يريد من التصفيق، لكننا سنظل أوفياء لكبيرنا، وهو يحبّنا... ونحبّه"! واندلعت الأنغام وامتطت هيفاء المنصة وانصب غليان الجمهور الفتي في الفرجة الراقصة ثم انفضوا إلى دورهم وخلت ساحة التظاهر...

عودة الوعي

صورة
فتح عينيه ببطء، ثم عندما تذكر ما ينتظره انقشعت عنه سحب النعاس. تعمّد تأجيل النظر في جهازه لمطالعة الأخبار، وتناول إفطاره متلذذا بِدويّ الانتصار المتوقع. لقد ألقى البارحة قنبلة ثقيلة وانسحب بعدها ليترك المصفقين والمغتاظين يرددون موجاتها الارتدادية. كانت الوصفةَ المعتادة، ولم تحمل في الحقيقة جديدا سوى جرعة جرأة إضافية، ليزايد على منافسيه المتكاثرين. نبش في سيرة شخصية مقدّسة وألقى تلميحات من التشكيك في استقامتها وتصرفاتها، وبالطبع غلّف ذلك بخطاب عن ضرورة إخضاع التراث للفحص والتدقيق طلبا للحقيقة. هذا كل شيء. أما مضمون الشبهة فقد استقاه من... ذلك سر المهنة! ههههه. في المرة السابقة جلب له منشور تافه من هذه العينة آلاف الزيارات والإشارات، واستضافته قناة تلفزية في برنامج حواري وتلقى دعوة لإلقاء ندوة من مؤسسة بحثية لها تمويل خليجي سخي. ما أسهل أن يقتات الأذكياء مثله على سذاجة الحمقى الغيورين على عقيدتهم. أنهى قهوته. تطلع عبر النافذة إلى شهرته الصاعدة، ثم فتح الجهاز. وكانت الصدمة. لم تكن هناك عشرات الإشعارات بالإعجابات والتعليقات والمتابَعات كما توقع. حتى الرسائل بدت خاوية كئيبة.

{زُيِّنَ للناسِ حُبُّ الشهوات} ~ الأستاذ إدريس العلمي

صورة
خطبة الجمعة بمسجد عبد الله الفخار بمدينة تطوان (المغرب)، بتاريخ 10 يونيو 2016، (رمضان) للأستاذ إدريس العلمي ، الذي أعفي بقرار من وزارة الأوقاف دون توضيح الأسباب. الخطبة تنطلق من قوله تعالى: {زُيِّنَ للناسِ حُبُّ الشهوات من النساء والبنينَ} الآية، لتدبر معانيها وتبيين هداياتها. للاستماع:     Youtube   Soundcloud وللتحميل:     Archive Google Drive

الغرب لم يحرر العبيد

صورة
بعض النقاط التي أوردها الأستاذ أبو يعرب المرزوقي: أرسطو: "لو كان المغزل يعمل وحده لاستغنينا عن العبيد". لم يتحمّل الغرب التكلفة الاقتصادية للعبودية، فأبقت الرأسمالية العبيد في بلدانهم ويعملون لحسابه بأجر زهيد وبلا حقوق في الصناعات الملوّثة. هذا "التحرير" نفعي دنيوي، وهو احتيال واستغلال. تحرير الإسلام للعبيد روحي مرتبط بالعبادة، وهو تكريم للإنسان ومؤاخاة بين البشر ومساواة لهم أمام الخالق تعالى.