المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف السلطة

تملّق

انكب المتبارون على أوراقهم ملخصين سيرة ذاتية لعاهل البلاد وضعها كاتب فرنسي. تفانى صاحبنا في إضفاء نبرة الموضوعية على مديحه، متفاديا فجاجة المتملّقين المنافسين. شرّف القاعةَ العاهلُ المبجل بزيارة مفاجئة. مرّ على الصفوف ناظرا في الملخصات؛ استوقفته كتابة صاحبنا فربت على كتفه وانصرف. ترك المتبارون مقاعدهم واقتربوا من صاحبنا حاملين علب حلوى.

خوف العطش

صورة
ألحت السينما على سيناريو مستقبل البشرية على الأرض بعد حروب الإفناء نسمع ونقرأ منذ زمن أن حروب المستقبل ستُشن من أجل الماء . وفي الحاضر مناطق يتهددها الجفاف، وأخرى تُحرَم من مواردها المائية بتسلط قوى مجاورة ومناوئة . ويقال إن الأثرياء، أولئك الذين تضاهي أملاكهم دولا بكاملها، يحوزون خزانات المياه في الأرض . ولو كان الأمر بيد هؤلاء لما سقونا شربة ماء، إلا ما يضطرون إليه لاستبقاءنا خدماً لهم . فالحمد لله مجري السحاب، ومنزل القطر من السماء، ومغيث العباد، وقاهر المتكبرين . { قُل لَو أَنتُم تَملِكونَ خَزائِنَ رَحمَةِ رَبّي إِذًا لأمسَكتُم خَشيَةَ الإِنفاقِ وَكانَ الإِنسانُ قَتورًا } موضوع مشابه: السينما وعلمنة نهاية العالم

الوطنية

صورة
الوطنية عقيدة الدولة؛ وليس من مصلحة الناس أن يتماهَوا معها، رغم محاولات إدماجهم فيها بالتعليم والإعلام؛ لِيُتْرَكِ التهافتُ على إظهار التشبث بها للمتسلقين الذين اتخذوها مطية لأطماعهم في الحظوة والمنصب . تماهي المواطنين مع عقيدة الدولة (وتماهي المستهلكين مع المنظومة التسويقية للشركات) خطر وفيه مناقضة لطبيعة الأمور؛ فالحالة الأصلية، الصحية، هي أن يكون الناس في أماكنهم، في مقابل السلطة، منعا لها من الشطط. فمعلوم أن الدولة ترغب في الاستحواذ على كل شيء، ولا "تتنازل" إلا بقدر فاعلية المجتمع وضغطه. قد يعجبك أيضا: تغوّل السلطة وسلبية المجتمع

تنفيس ~ قصة التفاف

صورة
كانت المنطقة يومها محتقنة بروح الاحتجاج. بادر المركز بإرسال بعثة تتقن التخدير بالكلام. غصّت القاعة بشباب المنطقة. الكل يعرف الكل هناك. أمّن أعضاء البعثة على مشروعية المطالب وأكّدوا أنها سُمعت وسيستجاب لها. فُسح المجال بعدها بحسبان لبعض الأهالي ليحكوا معاناتهم. وفي غفلة من مسيّري حفلة التنفيس أخذ الميكروفون شاب جهر بالمسكوت عنه، فاهتاج الحضور حماسا وتعالت الدعوات لمواصلة التظاهر وتشنج المخبرون. حينها صدرت إشارة معلومة لخروج هيفاء محفوفة بوصيفات لا يخفين شيئا. استلمت الميكروفون بدلال وحيّت المتربعين على المنصة والتفتت للجمهور الحابس لأنفاسه: "صاحب المداخلة الأخيرة حصل على ما يريد من التصفيق، لكننا سنظل أوفياء لكبيرنا، وهو يحبّنا... ونحبّه"! واندلعت الأنغام وامتطت هيفاء المنصة وانصب غليان الجمهور الفتي في الفرجة الراقصة ثم انفضوا إلى دورهم وخلت ساحة التظاهر...