المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

بين الثقافتين الشائعة والمهيمنة

كتب حسّ سليم : يوجد فرق شاسع بين الثقافة الشائعة والثقافة المهيمنة، الثقافة الشائعة تملك العدد وغالباً ما تكون في حالة دفاع عن النفس، أما الثقافة المهيمنة فهي من تملك القوة والسلطة والقدرة على التأثير والتغيير، وكذلك هناك فرق شاسع بين المتمرد على الثقافة الشائعة والمتمرد على الثقافة المهيمنة. إذن حتى لو وضعنا جانباً معيار الخطأ والصواب واعتبرنا التمرد من أجل التمرد في حد ذاته ذا قيمة كما يدعي هؤلاء التمردقراطيون rebellocrates كما سماهم فيليب موراي ساخراً، فإنهم آخر من يحق لهم الحديث عن التمرد. من يدعم أفكاره كل الإعلام والشركات في العالم وترعاها المنظات الدولية والنخبة الثقافية المهيمنة وتحت حماية القوى العظمى (في كثير من الأحيان تحميهم كأفراد) لا يحق له ادعاء التمرد. التمرد بتعريفه لا يكون خدمةً لسلطة أقوى، وفي ظل العولمة التي حذفت الحدود الثقافية والسياسية، فإن ثقافة هؤلاء هي المهيمنة والتي تتوسع يوماً بعد يوم عبر العالم. إذا شبهنا الأمر بالقطعان فإن ما يسعون له هو مجرد رغبة في الانضمام إلى القطيع الأقوى الذي تمثله السلطة، حالهم مثل روبن هود يسلب ويسرق بقال الحي ب

نظارات 👓 القراءة

صورة
لعبة تتريس الكلاسيكية  كتب أحمد الغريب : يعطيك الكتاب من العلم بحسب نظارتك التي تلبسها له. فإن لبست نظارة العقدي مثلًا فستظهر لك مسائل اعتقاد من كتب أبعد ما تكون عن هذا الفن، ولربما لو قرأتها بغير هذه النظارة ما خطرت على بالك ولا قدحت في ذهنك هذه الفوائد. وهكذا قد تستخرج مسائل الفقه من كتب الأدب، ومسائل في الجرح والتعديل من كتاب كالأغاني مثلًا، ومسائل في الأسماء والأحكام من كتب أمثال العرب... فتجهيز نوع النظارة البحثية مهم قبل الدخول في البحث، وقد يُقرأ الكتاب عدة مرات لعدة أغراض، وتستخرج منه في كل مرة ما لم تنتبه له في المرة التي قبلها بسبب تغيير نوع النظارة. [انتهى] ويلمح مارسيل بروست لنفس المعنى بقوله: " إن رحلة الاكتشاف الحقيقية لا تتمثل في البحث عن مناظر جديدة، ولكن في النظر بعيون جديدة." وأجد ذا صلة بالموضوع ما يسمى بمتلازمة تتريس، وتحدث -نقلا عن مقالة ويكيبيديا - " عندما يكرس الأشخاص الكثير من الوقت والاهتمام لنشاط ما بحيث يبدأ في تشكيل أفكارهم وصورهم العقلية وأحلامهم. يمكن للأشخاص الذين لعبوا لعبة Tetris لمدة طويلة أن يجدوا أنفسهم يفكرون

حرائق الغابات

صورة
اندلع أمس حريق في غابة شمال المغرب أتى على مئة هكتار. كما في هذا التقرير . لقد اعتدنا أن تصلنا أخبار حرائق بعيدة، في كاليفورنيا أو استراليا؛ لكن الإحساس يختلف عندما يتصاعد الدخان من مكان قريب. آثار حريق غابة الملاليين (المضيق) شمال المغرب عندما أعاين آثار حريق التهم جزءً من غابة، أشفق على الأشجار التي لم تحترق، لأن التي أكلها اللهب صارت رماداً، أما الباقية فقد شهدت هول الكارثة واستشعرت الخطر وخنقها الدخان، وشاب اخضرارُها. لقطة من مرئية اللغة السرية للأشجار ولا يُستكثر هذا الاستشعار المعنوي لدى النبات، فقد رُصد، وما سيُكشف لاحقا سيكون أدعى للتعجب. ولتوضيح شبكة التواصل بين الأشجار، يمكن إلقاء نظرة على هذه المرئية (مع تفعيل الترجمة العربية). لقطة من مرئية اللغة السرية للأشجار وبالنظر لحيوية الغابات، فإنها لا تحظى بالاهتمام الكافي عربيا. فمع التوسع الإسمنتي، والتواطؤ على البناء فوق الأراضي الفلاحية الغابوية، وتجاهل المستثمرين العقاريين لإنشاء مساحات خضراء أو إنشاء بقع هزيلة، وكذا ازدياد عدد المركبات في المدن والتصنيع... تتقلص رئة البلاد. ومقابل كل شجرة ت