نظارات 👓 القراءة

لعبة تتريس الكلاسيكية
يعطيك الكتاب من العلم بحسب نظارتك التي تلبسها له.
فإن لبست نظارة العقدي مثلًا فستظهر لك مسائل اعتقاد من كتب أبعد ما تكون عن هذا الفن، ولربما لو قرأتها بغير هذه النظارة ما خطرت على بالك ولا قدحت في ذهنك هذه الفوائد.

وهكذا قد تستخرج مسائل الفقه من كتب الأدب، ومسائل في الجرح والتعديل من كتاب كالأغاني مثلًا، ومسائل في الأسماء والأحكام من كتب أمثال العرب...
فتجهيز نوع النظارة البحثية مهم قبل الدخول في البحث، وقد يُقرأ الكتاب عدة مرات لعدة أغراض، وتستخرج منه في كل مرة ما لم تنتبه له في المرة التي قبلها بسبب تغيير نوع النظارة.
[انتهى]
ويلمح مارسيل بروست لنفس المعنى بقوله: "إن رحلة الاكتشاف الحقيقية لا تتمثل في البحث عن مناظر جديدة، ولكن في النظر بعيون جديدة."
وأجد ذا صلة بالموضوع ما يسمى بمتلازمة تتريس، وتحدث -نقلا عن مقالة ويكيبيديا- "عندما يكرس الأشخاص الكثير من الوقت والاهتمام لنشاط ما بحيث يبدأ في تشكيل أفكارهم وصورهم العقلية وأحلامهم. يمكن للأشخاص الذين لعبوا لعبة Tetris لمدة طويلة أن يجدوا أنفسهم يفكرون في طرق يمكن أن تتلاءم بها الأشكال المختلفة في العالم الحقيقي معًا، مثل الصناديق الموجودة على رفوف المتاجر أو المباني الموجودة في الشارع؛ قد يشاهدون صورًا ملونة لقطع في مكانها على تخطيط غير مرئي عند حواف حقولهم البصرية أو عندما يغلقون أعينهم. قد يرون مثل هذه الصور الملونة والمتحركة عندما ينامون، وهو شكل من أشكال التصوير التنويمي hypnagogic imagery. وقد يشعر أولئك الذين يعانون من هذا التأثير بأنهم غير قادرين على منع الأفكار أو الصور أو الأحلام من الحدوث."
[انتهى]  
أجد هذا الاقتباس مناسبا لأنه يوضح كيف تكتسب النظارات التي نعاين بها المواضيع ونكتشف علاقات لا يراها من ليس عنده نفس خبراتنا (من لم يلعب إلى حد الإدمان لعبة معينة، أو أغرق في تخصصه المعرفي، أو خاض لساعات طوال متواصلة نشاطه المهني).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Blockbuster Movies: Entertainment and Indoctrination