المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الأخلاق

عن تضخم الأنا

صورة
من يرى نفسه كبيرا يتعب نفسه ويتعب غيره، لأنه لا يستطيع فكاكا من لوازم بشريته، المجبولة على الضعف والقصور والاحتياج والعطب. والغني بالمال فقير من أوجه أخرى؛ فإن اعترف وتواضع استفاد واستقام مع جِبِلّته. والكارثة والمفارقة المضحكة هي من يعاند ويكابر، ويتوهم الكبرياء فلا يزداد إلا صغارا. فبعضهم يرى نفسه أكبر من ركوب الحافلة، ويركبها. ويرى نفسه أكبر من ارتياد المستشفى العمومي، ويرتاده. ويرى نفسه أكبر من أن يقطن السكن الاجتماعي، ويقطنه. فلا هو قادر على التنعم بسيارة خاصة، والعلاج في مصحة خاصة، والسكن في فيلا، ولا أراح الخلق من أناه المتضخمة.

ضعف الإيمان له أضرار اقتصادية أيضا

صورة
خروف شرد عن القطيع يعبر سكة القطار (المصدر: ويكيميديا) اشتكى عدد من الناس في العيد الكبير من أن لحم الأضحية مصاب وغير صالح للأكل. وتبين أن بعض الكسّابة عمدوا إلى حقن الخراف المسكينة بمواد لتسمينها بسرعة لرفع وزنها وثمنها . وقبل مدة سرق مندوب مبيعات شركة عشرة ملايين سنتيم قيمة السلعة التي باعها وهرب. فأصبحت الشركات تفرض على مندوبيها أن يتقاضَوا ثمن البضاعة نقدا في الحين لأنها لم تعد تأمنهم أن يحصلوا ديونها من عند محلات البيع بالتقسيط ويختفوا، مما ضيّق على أرباب البقالات الذين كانوا يستفيدون من تسهيلات الأداء إلى حين بيع السلعة، فلا يمكن أن يحصل على كل البضاعة إلا أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، بينما يعاني التجار الصغار من نقص في التموين واضطرارهم لإمهال فئة من زبائنهم إلى نهاية الشهر للسداد . هذان مثالان فقط من النتائج المترتبة على مخالفة الاستقامة في التعاملات المالية، وأكبرها فقدان الثقة في المجتمع . ولا تنفع الرقابة ولا العقوبات وحدها، فإن البشر يجدون ألف حيلة للتملص منها. ومن لا يتقي اللهَ في الأمانة ويتحرى المكسب الحلال لن تردعه الدولة التي يتهمها بدوره بانعدام الشفافية في

دناءة 👞

صدِّق أو لا تصدق: يوجد أناس –يعيشون بيننا- يقوّمون شخصك انطلاقا من حذائك. نعم، هكذا. فإذا أقنعهم بغلائه وجودة صنعه (يبدو أنهم خبراء بأصناف الجلود، فلا تستغرب)، أحْنَوْا رؤوسهم وتوارَوْا صاغرين. وإن لم يقتنعوا، أعملوا فيك أعينهم؛ فإذا لم تجد في هندامك ما يسترعي انتباههم ويجعلهم يخرّون للأبهة التي تذل لها أعناقهم، التقت نظرتاكما، ولمحتَ الاشمئزاز باديا على وجوههم. أول الأمر تغضب، وتتساءل لم كل هذه الدناءة. ثم تُنضِجك التجربة فلا تأبه لمن رضوا أن يجعلوا مستواهم عند ما تطأُه قدماك. أعزك الله بتقواه وبالتواضعِ لخلقه وشكر نعمائه.

لسنا مجرد مستهلكين

صورة
الدكاكين القديمة في الأحياء المغربية بدأت تنقرض مع ظهور المتاجر الكبرى. لسنا مجرد مستهلكين؛ فعل الشراء يخضع، كسائر أفعال الإنسان، للتقويم الأخلاقي، فقد يكون حسنا أو سيئا. فمعلوم أن ابتياع كميات تفيض عن حاجة البيت من سلعة سريعة التلف ستنتهي في النفايات. ومعلوم أن الإنفاق من طعامنا المفضل يفضُل الإنفاقَ العادي . كذلك أقترح أن نقصد نوعا من التضامن أثناء التسوق، وذلك بتفضيل التعامل مع البقالات الصغيرة، المتواجدة غالبا في الأحياء السكنية، لأن كل محل منها يعيل أسرة. وفي الظروف الراهنة، حيث تفتح محلات ضخمة في أرجاء المدينة، التجار الصغار مهددون بالكساد على أقل تقدير . الأسواق الكبرى ضُخَّت فيها رؤوس أموال هائلة، وتعاملاتها اليومية بالملايين، كما أنها تجلب البضائع بالأطنان فهوامش ربحها واسعة، لذا فلا خوف عليها من الإفلاس، بينما الدكاكين التي في الجوار تعتمد على حركية الجيران للرواج والانتعاش . صمود التجارات الصغيرة يعتمد على أين نضع نقودنا، وتصرفنا المالي محكوم بدوره بالاعتبارات الأخلاقية .

ابن حزم: العاقل لا يغتبط بصفة تفوقه فيها بهيمة

صورة
لتحميل ملف بيديئف صغير الحجم من غوغل درايف: هنـا   طَالب الْآخِرَة متشبه بِالْمَلَائِكَةِ؛ وطالب الشَّرّ متشبه بالشياطين؛ وطالب الصَّوْت [السمعة] وَالْغَلَبَة متشبه بالسباع؛ وطالب اللذات متشبه بالبهائم؛ وطالب المال لِعَيْن المَال لَا لينفقَه فِي الْوَاجِبَات والنوافل المحمودة أسقط وأرذل من أَن يكون لَهُ فِي شَيْء من الْحَيَوَان شبه، وَلكنه يشبه الغدران [النبات] الَّتِي فِي الكهوف فِي الْمَوَاضِع الوعرة لَا ينْتَفع بهَا شَيْء من الْحَيَوَان. فالعاقل لَا يغتبط بِصفة يفوقه فِيهَا سبع أَو بَهِيمَة أَو جماد، وَإِنَّمَا يغتبط بتقدمه فِي الْفَضِيلَة الَّتِي أبانه الله تَعَالَى بهَا عَن السبَاع والبهائم والجمادات، وَهِي التَّمْيِيز الَّذِي يُشَارك فِيهِ الْمَلَائِكَةَ. فَمن سُرَّ بشجاعته الَّتِي يَضَعهَا فِي غير موضعهَا لله عز وَجل فَليعلم أَن النمر أجرأ مِنْهُ، وَأَن الْأسد وَالذِّئْب والفيل أَشْجَع مِنْهُ؛ وَمن سُرَّ بِقُوَّة جِسْمه فَليعلم أَن الْبَغْل والثور والفيل أقوى مِنْهُ جسما؛ وَمن سُرَّ بِحمْلِهِ الأثقال فَليعلم أَن الْحمار أحمل مِنْهُ؛ وَمن سُرَّ بِسُرْعَة عَدْوِه فَل

أنامل فضولية

صورة
من المسؤول عن إبراز المحتوى التافه والبذيء على يوتوب؟ صناع المحتوى ومشاهدوه مسؤولون، لكني ألقي باللائمة بالدرجة الأولى على الأنامل الفضولية التي بنقراتها جعلت المحتوى القبيح يتصدّر واجهة موقع المرئيات الأشهر . ولو بحثنا في ديمغرافية المشاهدين لوجدنا فيهم من يُفترض فيهم العقل والرشد (بحكم السن)، غير أن غرائز المراهقة تسوقهم للاطلاع على تلك الأشياء، وكذا الرغبة في ألا يتخلفوا عن مواكبة الجديد مهما كان والمشاركة بالتالي في الثرثرات التي تلوكه .