المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف المقاطعة

قبل المقاطعة: سنطرال كانت تسمي نفسها مرضعة المغاربة!

صورة
[كُتِبَ قبل المقاطعة] " سنطرال مرضعة المغاربة كلهم "، هكذا ادعت الدعاية. فما المطلوب إذن: الولاء مثلا؟ ذاك رباط عاطفي ينشأ لو لم تقبض المُرضِعة أجرها عن كل قطرة حليب، أما أن تقول أن لها فضلاً -مع تقاضي الثمن- فمعناه أنها تمُنّ علينا، كأنما انعدم الحليب إلا من عندها. ثم إن المغاربة لا يُسَلّمون لها بالإرضاع! فعدد لا يستهان به منهم شَبّ على حليب الماعز أو البقرة، إلا إذا كان ساكنوا البادية ليسوا ضمن عموم المغاربة؛ وعدد يربو على سابقه أرضعتهم أمهاتهم، بكل فخر. ثم إن تلك الدعوى مفادها أيضا أن "جودة" أرضعت شعبا آخر! وقد تأخذ الحَمِيّة فئة كاملة فتقول: زودتنا بالحليب طول حياتنا "كولينور"، وتوغل سنطرال في السوق المحلي وليد الأمس فقط. وقد تذهب فئة أخرى أبعد من ذلك فتنفي الانتماء بالكلية، قائلة: يا عمي، لقد سُقِينا حليبا مستوردا من الضفة الأخرى! إن بعض الشركات الضخمة لما يطول تواجدها في السوق، وتنزعح من تكاثر منافسيها، تلجأ

أغلفة كتب لن تصدر (متجدد)

صورة
السينوغرافيا والانغماس المشهدي: مقاربة  تأطيرية للأفق الجمالي لزئبقية الخشبة الاستكناه الوظيفي المعاصر: بين رواسب الاستمالة وبؤس النظرة المعدنية استنطاق الأفق: من النسقية المقفرة إلى مباهج الحس استقصاء الألبنة: مركزية الحليب في خطاب المقاطعة استشكال المهانة: بين الارتهان للتدجين وامتهان العمالة تشريح الوباء: من مآرب الفرماكولوجيا إلى مسارب الاستشفاء فقاعات التمويه: بحوث في حربائية اللاوعي العولمي

تنفيس ~ قصة التفاف

صورة
كانت المنطقة يومها محتقنة بروح الاحتجاج. بادر المركز بإرسال بعثة تتقن التخدير بالكلام. غصّت القاعة بشباب المنطقة. الكل يعرف الكل هناك. أمّن أعضاء البعثة على مشروعية المطالب وأكّدوا أنها سُمعت وسيستجاب لها. فُسح المجال بعدها بحسبان لبعض الأهالي ليحكوا معاناتهم. وفي غفلة من مسيّري حفلة التنفيس أخذ الميكروفون شاب جهر بالمسكوت عنه، فاهتاج الحضور حماسا وتعالت الدعوات لمواصلة التظاهر وتشنج المخبرون. حينها صدرت إشارة معلومة لخروج هيفاء محفوفة بوصيفات لا يخفين شيئا. استلمت الميكروفون بدلال وحيّت المتربعين على المنصة والتفتت للجمهور الحابس لأنفاسه: "صاحب المداخلة الأخيرة حصل على ما يريد من التصفيق، لكننا سنظل أوفياء لكبيرنا، وهو يحبّنا... ونحبّه"! واندلعت الأنغام وامتطت هيفاء المنصة وانصب غليان الجمهور الفتي في الفرجة الراقصة ثم انفضوا إلى دورهم وخلت ساحة التظاهر...

عودة الوعي

صورة
فتح عينيه ببطء، ثم عندما تذكر ما ينتظره انقشعت عنه سحب النعاس. تعمّد تأجيل النظر في جهازه لمطالعة الأخبار، وتناول إفطاره متلذذا بِدويّ الانتصار المتوقع. لقد ألقى البارحة قنبلة ثقيلة وانسحب بعدها ليترك المصفقين والمغتاظين يرددون موجاتها الارتدادية. كانت الوصفةَ المعتادة، ولم تحمل في الحقيقة جديدا سوى جرعة جرأة إضافية، ليزايد على منافسيه المتكاثرين. نبش في سيرة شخصية مقدّسة وألقى تلميحات من التشكيك في استقامتها وتصرفاتها، وبالطبع غلّف ذلك بخطاب عن ضرورة إخضاع التراث للفحص والتدقيق طلبا للحقيقة. هذا كل شيء. أما مضمون الشبهة فقد استقاه من... ذلك سر المهنة! ههههه. في المرة السابقة جلب له منشور تافه من هذه العينة آلاف الزيارات والإشارات، واستضافته قناة تلفزية في برنامج حواري وتلقى دعوة لإلقاء ندوة من مؤسسة بحثية لها تمويل خليجي سخي. ما أسهل أن يقتات الأذكياء مثله على سذاجة الحمقى الغيورين على عقيدتهم. أنهى قهوته. تطلع عبر النافذة إلى شهرته الصاعدة، ثم فتح الجهاز. وكانت الصدمة. لم تكن هناك عشرات الإشعارات بالإعجابات والتعليقات والمتابَعات كما توقع. حتى الرسائل بدت خاوية كئيبة.