المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الشخصية

أضعف ما في الإنسان عقله

صورة
أضعف ما في الإنسان عقله. ألا ترى أنه يعلم أضرار النيكوتين ويدخّن بشراهة، وقد يكون طبيبا يشخّص الأمراض ويصف العلاج؛ ومن استبَقُوا شحنة يوغرت أهدتها الشركة للأطفال، يدركون أنهم يستولون على ما ليس من حقهم، ويحرمون منه من هو أحوج إليه منهم، وهم القادرون أن يشتروه لأبنائهم؛ ومن نهبوا شاحنة مشروبات غازية انقلبت على الطريق في نهار رمضان، لم يفُتهم أنهم صائمون –يا حسرة-! وسيتجرعون فانطا المنهوبة مع طاجين بعد التراويح؛ ومن تعاقبوا على مناصب تدبير المدينة لعقد من الزمن لم يرقّعوا فيه طريقا غير معبّد، تاركين الساكنة وتلاميذ المدارس يعانون من وحله وبِرَكه شتاءً وغباره صيفاً، كانوا على دراية بالحاجة له وكذا على قدرتهم استبقاء رصيد من الميزانية لإصلاحه، لكنهم لم يفعلوا حتى ألجأتهم زيارة مرتقبة لشخصية سامية أن يشمّروا عن آلات الحفر والتزفيت... كل هؤلاء لم تنفعهم عقولهم في اجتناب المآثم، وإنما توسلوا بعقولهم للاغتنام بالاحتيال؛ أما المدخن وأمثاله من ذوي الإدمان فقدّم انتشاء لحظات على عِلل ترافقه العمر كله. فكيف يتأتى لأحد أن يجعل العقل هاديا ومرشدا، والنفس تتلاعب به وتسخّره لأغراضها، كما

بوح الوجوه

صورة
وجوهنا تحكي قصصنا، وتكشف المكتوم شئنا أم أبينا، بما خطّته عليها أعمالُنا (وأفكارنا وأقوالنا)، أي اختياراتنا، خيراً أو شرا. الوجـوه ناطقة، إذن، بحكايات أصحابها؛ وكأن ما امتلأ به الوعي والوجدان يفيض على الملامح، التي ليست وليدة لحظة أو لحظتين، وإنما هي خلاصة سنين من معاركة الحياة. وهنا اقتبـاسان لكـاتبين غربيين يدندنـان حول هذا المعنـى.   يقول جورج أُرْوِل : "في سن الخمسين، لكلٍّ الوجهُ الذي يستحق".   وتقول ناتلي كليفورد بارني : "الزمن ينحت وجوهَنا بكل الدموع التي لم نذرفها". للاطلاع على الاقتباسين بالإنجليزية: هنـا .

انعدام الموهبة ليس مشكلة

صورة
من الدلائل الفادحة على أن منعدمي المواهب قد يصلون لأوج الشهرة والاعتراف هو المدرب رمادي. لم يتولّ قيادة فريق إلا كان وبالا عليه. خسارات متتالية، وإنجازات منعدمة، ومع ذلك يحصل المدرب على صفقات مليونية. وجه مكفهر، أداء تمثيلي أمام العدسات، تصريحات تتصدر عناوين الأخبار، ابتزاز للحكام... لكن انعدام الموهبة لا يكفي للوصول يا سادة؛ المدرب الرمادي محتال متفوق، يجيد ممارسة الضغوط النفسية على اللاعبين، والمشجعين. أما مديرو النادي فعلى الأرجح يعلمون حقيقته واستقدموه لا لأدائه الذي يحصد الأهداف والألقاب، وإنما لاستعراضه الذي يدرّ الأرباح. . .

التصالح مع النفس

صورة
للاستماع: هنـا . يُقدَّر للبعض أن يعيش في حالة قلق مستمرة، توتر، واضطراب ملازم، مع شعور بالتفاهة -وأحياناً- العار، تترافق هذه الأمور مع احتقار للذات، أو جلد مستمر لها. تتولد هذه الاعتقادات في النفس بسبب خطأ، أو خطيئة قديمة أو حديثة، وبسبب فشل متكرر حال دون المأمول، وبسبب رغبة وآمال طموحة مع قدرات محدودة، أو مع إرادة كسولة، وعجز غير مبرر، وبتأثير من العيش في الماضي، مع أحداثه المأساوية، وتجاربه القاسية. بمثل هذه المسببات وغيرها تتكوّن تلك الانعكاسات النفسية البائسة. يقال عادة لهذا الانسان: تصالح مع نفسك. ماذا يعني التصالح مع الذات؟ يعني الانسجام، والسلام الداخلي. التفهم، والقناعة، والتجاوز. يعني ترسيخ معاهدة تسامح وسلام أبدي مع النفس، بعد معارك طويلة وخاسرة، لأنها مع العدو الخطأ. مضامين التصالح تعتمد على إعادة تقويم شاملة للذات وبعيوبها وإخفاقاتها، والقبول المبدئي بها، لأنه ما من خيار سوى ذلك. فالإنكار والاحتقار والتعالي على الواقع الحقيقي لا يغيّر النتائج، وإنما يقوّض الطمأنينة، ويكرس التناقض مع النفس، ويسمح بتوالد العُقد والأزمات والكراهية المَرَضية، والتي تقعدك عن مواص