المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الإيمان

الأسباب: لا إهمال ولا تأليه

صورة
 تعليقا على فيديو لسيارة دفع رباعي تكابد للخروج من الوحل كتب أحدهم بالروسية: "نيسان تحتاج قفلا وسائقا متواضعا". القفل المذكور يوحد حركة محوري العجلات الأمامي والخلفي، بدل أن تدور كل عجلة على حدة، مما يحسّن التحامها بالأرضية وبالتالي عبور مسالك وعرة. فرد عليه صاحب القناة بنفس اللغة: "نعم القفل ضروري، لكن لم نحتاج التواضع وعندنا القفل؟". نعم نحتاج التواضع حتى عند امتلاك التقنية المتطورة، والتواضع هنا إيماننا أن الأسباب لا تعمل وحدها، وإنما بأمر الله، ولو شاء لعطّلها فانعدم تأثيرها الذي نألفه. وتشتد حاجتنا لهذا التواضع والتعلق بالله خالق الأسباب كلما تطورت التقنية لأنها تغري بالاطمئنان إليها. وحتى نبقى مع مثال المركبات، فليس الفولاذ المتين من يقي من الصدمات، ولا الفرامل القوية من يقي من الارتطام، ولا العجلات الممتازة من يقي من الانزلاق، وما يخطر على البال من أصناف التحديثات لا تملك صرف المقدور إلا بإذن الله. نعم نحتاج صيانة المركبة وإصلاحها واقتناء المستطاع من أجهزة السلامة، موقنين أنها أدوات فقط. لا نبخسها ولا نعظمّها.

ضعف الإيمان له أضرار اقتصادية أيضا

صورة
خروف شرد عن القطيع يعبر سكة القطار (المصدر: ويكيميديا) اشتكى عدد من الناس في العيد الكبير من أن لحم الأضحية مصاب وغير صالح للأكل. وتبين أن بعض الكسّابة عمدوا إلى حقن الخراف المسكينة بمواد لتسمينها بسرعة لرفع وزنها وثمنها . وقبل مدة سرق مندوب مبيعات شركة عشرة ملايين سنتيم قيمة السلعة التي باعها وهرب. فأصبحت الشركات تفرض على مندوبيها أن يتقاضَوا ثمن البضاعة نقدا في الحين لأنها لم تعد تأمنهم أن يحصلوا ديونها من عند محلات البيع بالتقسيط ويختفوا، مما ضيّق على أرباب البقالات الذين كانوا يستفيدون من تسهيلات الأداء إلى حين بيع السلعة، فلا يمكن أن يحصل على كل البضاعة إلا أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، بينما يعاني التجار الصغار من نقص في التموين واضطرارهم لإمهال فئة من زبائنهم إلى نهاية الشهر للسداد . هذان مثالان فقط من النتائج المترتبة على مخالفة الاستقامة في التعاملات المالية، وأكبرها فقدان الثقة في المجتمع . ولا تنفع الرقابة ولا العقوبات وحدها، فإن البشر يجدون ألف حيلة للتملص منها. ومن لا يتقي اللهَ في الأمانة ويتحرى المكسب الحلال لن تردعه الدولة التي يتهمها بدوره بانعدام الشفافية في

خوف العطش

صورة
ألحت السينما على سيناريو مستقبل البشرية على الأرض بعد حروب الإفناء نسمع ونقرأ منذ زمن أن حروب المستقبل ستُشن من أجل الماء . وفي الحاضر مناطق يتهددها الجفاف، وأخرى تُحرَم من مواردها المائية بتسلط قوى مجاورة ومناوئة . ويقال إن الأثرياء، أولئك الذين تضاهي أملاكهم دولا بكاملها، يحوزون خزانات المياه في الأرض . ولو كان الأمر بيد هؤلاء لما سقونا شربة ماء، إلا ما يضطرون إليه لاستبقاءنا خدماً لهم . فالحمد لله مجري السحاب، ومنزل القطر من السماء، ومغيث العباد، وقاهر المتكبرين . { قُل لَو أَنتُم تَملِكونَ خَزائِنَ رَحمَةِ رَبّي إِذًا لأمسَكتُم خَشيَةَ الإِنفاقِ وَكانَ الإِنسانُ قَتورًا } موضوع مشابه: السينما وعلمنة نهاية العالم

هل الأناشيد تقوّي الإيمان؟

صورة
سبقت الإشارة في تدوينتين سابقتين إلى كون المعاني الإسلامية لا تصلح للغناء ، وكذا إلى أن الاستماع للموسيقى يمنع الاستمتاع بالقرآن (وتضمنت هذه الأخيرة شهادة امرأة غير مسلمة هجرت الموسيقى لما وجدته من تلاعبها بالعواطف والمزاج). وهنا اقتباس من كتاب التفسير والبيان لأحكام القرآن للشيخ عبد العزيز الطريفي عن كون الأناشيد لا تزيد الإيمان، بل هي إلى إنقاصه أقرب.

منفعة الحق ومنفعة الخلق وما بينهما من التباين

صورة
للاستمـاع: هنــا . كتب ابن قيم الجوزية في طريق الهجرتين وباب السعادتين : إن أَحداً من المخلوقين لا يقصد منفعتك بالمقصد الأَول، بل إِنما يقصد منفعته بك، وقد يكون عليك فى ذلك ضرر إِذا لم يراع المحب العدل، فإِذا دعوته فقد دعوت من ضرُّه أَقرب من نفعه. وأَما الرب تبارك وتعالى فهو يريدك لك ولمنفعتك لا لينتفع بك، وذلك منفعة لك محضة لا ضرر فيها، فتدبر هذا حق التدبر وراعه حق المراعاة، فملاحظته تمنعك أَن ترجو المخلوق أَو تطلب منه منفعته لك فإِنه لا يريد ذلك البتة بالقصد الأَول، بل إِنما يريد انتفاعه بك عاجلاً أَو آجلاً، فهو يريد نفسه لا يريدك، ويريد نفع نفسه بك لا نفعك بنفسه، فتأَمل ذلك فإن فيه منفعة عظيمة وراحة ويأْساً من المخلوقين، سداً لباب عبوديتهم وفتحاً لباب عبودية الله وحده، فما أَعظم حظ من عرف هذه المسأَلة ورعاها حق رعايتها. ولا يحملنك هذا على جفوة الناس وترك الإِحسان إِليهم واحتمال أَذاهم، بل أَحسن إِليهم لله لا لرجائهم، فكما لا تخافهم فلا ترجوهم، ومما يبين ذلك أَن غالب الخلق يطلبون إِدراك حاجتهم بك وإِن كان ذلك ضرراً عليك، فإِن صاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا قضاءَه

الخروج من العجز

صورة
للاستمـاع: هنــا سُئِل أحدهم إن كان ينوي أن يفعل طاعة معينة –ولتكن حفظ القرآن- فأجاب: "حتى أكون أهلا لها"، يقصد أن يكون أكثر استقامة. وفسر آخر سبب قلة خروجه بضعف اهتدائه في الطرقات ودرايته بالشوارع. الواقع أن سبب عدم الإقدام على الفعل في الحالتين هو نتيجة لعدم الفعل، بمعنى أن عدم الترقي الإيماني الذي يجعله صاحبه مانعاً من حفظ القرآن هو نتيـجة لعدم مباشرته للحفظ، فلو بدأ بالحفظ لوجد أن إيمانه يزداد؛ وكذلك، لو واظب الثاني على الخروج لقويت ملكة الاسترشاد المكاني عنده ولترسخت خارطته الذهنية ولتوسعت. باختصار، الموانع لم تنشأ من فراغ، وإنما التعلم بالممارسة. كتب وليام هازليت، الناقد الإنجليزي: "من لا يفعل شيئا يجعل نفسه عاجزاً عن القيام بأي شيء؛ لكننا بينما نباشر أي عمل، فإننا نؤهل أنفسنا ونجهّزها لتغدو أقدرَ على تناول عمل آخر". فترك الفعل له أثر، فهو يورث العجز عن الفعل (خاصة مع طول الأمد)، وهذه النتيجة تصير بدورها مقعِدة عن الفعل، وهكذا تنغلق الدائرة ما لم يكسرها من وقع فيها.

لو آمنت بالله - من وحي قلم الرافعي

صورة
للاستماع: هنـا نِعْمَ أخو الإسلام أنتَ، فاستعِذْ بالله من خذلانه، فإنه ما خذلك إلا وضْعُك نفسَك بإزاء لله تعارِضه أو تجاريه في قدرته، فيَكِلك إلى هذه النفس، فتنتهي بك إلى العجز، وينتهي العجز بك إلى السخط، ومتى كنت عاجزًا ساخطًا، محصورًا في نفسك موكولًا إلى قدرتك، كنت كالأسد الجائع في القفر، إذا ظنَّ أن قوَّته تتناول خَلْق الفريسة؛ فيدعو ذلك إلى نفسك اليأس والانزعاج والكآبة؛ وأمثالها من هذه المُهلكات تقدح في قلبك الشكَّ في لله، وتُثبت في روعك شرَّ الحياة، وتُهدي إلى خاطرك حماقات العقل، وتقرِّر عندك عجز الإرادة؛ فتنتهي من كل ذلك ميتًا قد أزهقتْكَ نفسُك قبل أن تُزهقها! ولو كنتَ بدل إيمانك بنفسك قد آمنت بالله حق الإيمان، لسلَّطك لله على نفسك ولم يسلِّطها عليك؛ فإذا رمَتْك المطامع بالحاجة التي لا تقدر عليها، رميْتَها من نفسك بالاستغناء الذي تقدر عليه؛ وإذا جاءتك الشهوات من ناحية الرغبة المقبلة، جئتَها من ناحية الزهد المنصرف، وإذا ساورتْكَ كبرياء الدنيا أذللتها بكبرياء الآخرة. وبهذا تنقلب الأحزان والآلام ضروبًا من فرح الفوز والانتصار على النفس وشهواتها، وكانت فنونًا