المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الكبر

عن تضخم الأنا

صورة
من يرى نفسه كبيرا يتعب نفسه ويتعب غيره، لأنه لا يستطيع فكاكا من لوازم بشريته، المجبولة على الضعف والقصور والاحتياج والعطب. والغني بالمال فقير من أوجه أخرى؛ فإن اعترف وتواضع استفاد واستقام مع جِبِلّته. والكارثة والمفارقة المضحكة هي من يعاند ويكابر، ويتوهم الكبرياء فلا يزداد إلا صغارا. فبعضهم يرى نفسه أكبر من ركوب الحافلة، ويركبها. ويرى نفسه أكبر من ارتياد المستشفى العمومي، ويرتاده. ويرى نفسه أكبر من أن يقطن السكن الاجتماعي، ويقطنه. فلا هو قادر على التنعم بسيارة خاصة، والعلاج في مصحة خاصة، والسكن في فيلا، ولا أراح الخلق من أناه المتضخمة.

الترفّع عند مخاطبة البسطاء

صورة
للاستماع: هنـا يغلُب علينا حينما نتكلم مع أناس بسطاء شيء من الترفّع اللاواعي أو اللاإرادي، الذي ليس مصدره -بالضرورة- الكِبْر، وإنما الانطلاق من مسلّمة أننا في مأمن من تعاسة أولئك ومن حرمانهم ومن معاناتهم... وهذا خطأ مثله مثل الكبر، لأن منشأه الاعتقاد الواهم أننا نملك صحتنا أو غنانا أو ذكائنا أو أن وضعنا الاجتماعي محصن ضد التقلّب. الأولى استشعار المنة لله تعالى على فضله ومعافاته، وأنها بغير استحقاق منا، والشفقة على الخلق والإحسان إليهم بالمودة قبل المادة. وللقلوب أحوال دقيقة مثل هذه ينبغي ألا يُهمَل تفقدها .