المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الرواية

التبرع للدولة بين أميركا وبلادنا

صورة
في الكتابات القصصية بأصنافها كافة، على كونها من نسج الخيال، تصادفنا لمحات من الواقع. وإذا كان العمل الأدبي واقعيا، فإن تلك اللمحات ترصد المجتمع. في رواية Trunk Music ، لمايكل كونيلي، المنشورة سنة 1997، لفت انتباهي أنه في مديرية للشرطة " كان الرد على المكالمات الهاتفية مهمة يتولاها متطوّع من الحي "، وأن " آلة النسخ مُنِحت [للمديرية] من قِبَل سلسلة محلات للنسخ وسط المدينة. نفس المؤسسة كانت تقوم على صيانتها بشكل منتظم ". أجهل إن كان هذا ما زال ساريا في الولايات المتحدة، أما في بلدي فالتبرع للدولة مسألة لا تُتصوَّر حتى، ولو اقتُرِحت لرُمِيَت بالسذاجة. سيقال عندنا إنك إذا قدمت خدمة عمومية لا تتقاضى أجرتها، أغلب الظن –بل هو لليقين أقرب- أن الراتب الذي وفّرتَه للدولة سينتهي به المطاف في جيب غيرك دونما استحقاق. إضافة إلى ذلك، لِمَ الانسياق وراء المثالية السقيمة، بالنظر إلى أن قطاعات متعاظمة من الدولة يستحوذ عليها القطاع الخاص؟

في مواجهة سيدة الرواية العربية (تخيُّل)

صورة
القارئ العاقل يتحدى في نوبة جنون الروائية الأولى في عرينها   لا خسائر على كلا الجانبين   الكاتبة تجني مبالغ طائلة وصاحبنا خرج بانتصار معنوي   رصد لحوار مع كاتبة من اللواتي يُصِبن بالغثيان (للاستماع: هنـا ) تقدم لها قارئ ( معاذ الله؛ بل تقدم منها، خطأ مقصود ) في معرض الكتاب بينما كانت توقع نسخا من روايتها الجديدة ( التي، بالمناسبة، لا جديد فيها على الإطلاق، إنما هي جرعة إضافية من تركيبتها المعتادة من الفضائحية المغلّفة بالتمرد الحداثي التقدمي على التقاليد البالية وسلطة المجتمع الذكوري... آه، كفى! ). وكان يكتنف يمينها وشمالها حارسان هرقليين. فدار النشر تدلّل دجاجتها البَيُـوض.  طبعت ابتسامة تسويقية، وقد حسبته يطلب توقيعها ( حاشى وكلا، فما زال من العقلاء ). لكنه قال لها على الملأ: " يا ليتك تتوقفين عن الكتابة، أو عن النشر على الأقل، بما أن الكتابة هي ' الرئة التي تتنفسين بها '". وما كاد صاحبنا أن ينهي جملته حتى كاد الحارسان الأسطوريان أن يفتكا به. ربما لم يكونا يستوعبان الفصحى تماما، لكن نبرة المتكلم كانت واضحة الوقاحة. لكن سيدة الرواية ا