المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف سخرية

ميركل لن ترسل إليك المرسيدس 🚘

صورة
أنجيلا ميركل تشرح أسباب القرار (صوة أفب) أعلنت أنجيلا ميركل عزمها ألا ترسل إليك أحدث مركبة تفتقت عنها مصانع مرسيدس. وأضافت متحدثةً خلال زيارتها لمعرض سيارات بفرنكفورت منتصف الشهر الماضي: "لا شك في قدرتك على قيادتها؛ رغم اختلافها عما عهدته، إلا أنها سهلة التحكم"، في عبارة انقسمت الآراء حول ما إذا كانت ثناءً على سرعة تأقلمك مع تسيير المركبات المختلفة أو إطراءً للصناعة التي جعلت سياقتها ميسورة. وسوّغت المستشارة الألمانية قرارها بـ"الحرص على مصلحتك"، إذ "ضريبتها [السيارة] وتأمينها واستهلاكها يفوق طاقتك". ومن جهته لم يتأخر رد زعيم المعارضة، ألكسندر غاولاند، الذي دوّن ساخراً في تغريدة: "كيف لمن ينوء بعبئه أن يتكلف مؤونة كل هذه الخيول؟" مصطفّاً مع غريمته السياسية، في سابقة له منذ ولي رئاسة حزبه، مما يؤكد الإجماع الوطني على أن تصرف النظر.

احتراق

صورة
اتخذ قبل الظهيرة مقعدَه المعتاد من الحي، أخرج من جيبه علبة أعواد ثِقاب وورقةً نقدية بنفسجية ، أضرم فيها النار وطفِق يتأمّلها حتى تلاشت، فأتبعها بأخرى خضراءَ وصنع بها مثل ذلك، ثم ببُنية ، ثم بزرقاء ، الأعلى قيمة ! ولا تعبيرَ في ملامحه يشي بالأسى، وإنما بالانتشاء، وكأن ثروتَه تتنامى بالاحتراق، بدل أن تتبدّد، وكأن ما في جيبه، أو جيوبه، لن ينفد ! ( كيف حصل على الوقيد وقد انقرض؟ أتعجبان، أيها القارئ والقارئة، من ذلك فيمن أوراق المصارف عنده، كما رأيتما، أبخس من حطب التدفئة؟ ثم إن الرجل ينتمي إلى جيله، وما زال يستعمل الأدوات القديمة.) ما لبث المارة أن تنبّهوا له؛ بعضهم راجع من العمل وبعضهم من السوق، وما كان هو يهتم بالتواري، بل طلب أن تبدوَ فِعلتُه للعيان. كان الجيران يعرفونه، وهل يخفى حكيم؟ لذلك لم يخطر ببالهم رميه بالخَبَل، على شدة انصعاقهم مما يرون، فلعل في الأمر ما يخفى على أفهامهم. اقترب منه أوائل من أبصروه مستفسرين: "ما الخَطبُ يا حكيم؟" ضَنَّ بالجواب، أو أخّره ريثما يكثر الحشد من حوله، وبقي ساهماً في الدخان، وقد تناثر الرماد عند قدميه. تحلّق

ابتهاج 🐑 في المزرعة

صورة
ابتهاج في المزرعة إثر ذبح الخروف الأقرن رُصِد صباح اليوم هيجان قطيع الخراف في المزرعة، بخلاف وداعتها المعتادة . وبعد استقصاء في عين المكان، تبيّن أن السبب ابتهاجٌ خلّفه ذبح صاحب المزرعة للخروف الأقرن . وشبّت الفوضى خلال احتفال الخراف الصغيرة برحيل الخروف القوي الذي كان يحكم سيطرته على القطيع. وصرّح خروف: "تخلّصنا منه، باع!" ولدى سؤالها عن سبب الفرحة العارمة أجابت خروفة: "كان ينطحنا، باع، ينطحنا !" بينما انبرى الخراف الأسنّ يتنازعون خلافة الأقرن، ويثبت كل منهم جدارته. وقال أحد المتنافسين: "أنا أكثر من أصيب بنطحه، بـاع!" فرد عليه أسمنهم: "أنا وحدي من لم أتخلَّ له عن علفي، بـاع!" ولكل فريق أنصاره، وإلى حد تحرير هذا الخبر لم تُحسم مرحلة ما بعد الأقرن . وانزوى خراف آخرون يرقبون المشهد، رافضين الانخراط فيه، ومعلنين ولاءهم للأقرن. وأكد أحدهم: "الأقرن لم يمُت، باع!" وتدخل ثانٍ: "شائعات، باع !" وأضاف آخر: "هؤلاء الدهماء لا خبرة لهم بسياسية القطيع، باع !" وفي ركن قصيّ، عكفت شاة مسنة على علفها غير آبهة بما يجر

أغلفة كتب لن تصدر (متجدد)

صورة
السينوغرافيا والانغماس المشهدي: مقاربة  تأطيرية للأفق الجمالي لزئبقية الخشبة الاستكناه الوظيفي المعاصر: بين رواسب الاستمالة وبؤس النظرة المعدنية استنطاق الأفق: من النسقية المقفرة إلى مباهج الحس استقصاء الألبنة: مركزية الحليب في خطاب المقاطعة استشكال المهانة: بين الارتهان للتدجين وامتهان العمالة تشريح الوباء: من مآرب الفرماكولوجيا إلى مسارب الاستشفاء فقاعات التمويه: بحوث في حربائية اللاوعي العولمي

تعاطفاً مع الناشرين المساكين - أرنولد بنيت

صورة
لقد خلّفت الشباب وراء ظهري، والآن شارفت على الهرم. وقد شاب الشعر الذي كان يوما بنياً. وضعفت العين التي كانت تقرأ الخط الدقيق في ضوء القمر. لكنني لم أرَ قط ناشرا من دون معطف فراء في الشتاء ولا ذريته تتسول كسرة خبز. ولا أتوقع أن أشهد مثل هذه المناظر. غير أني رأيت كاتبا يتسوّل كسرة خبز، وبدل الخبز، قطعت له تذكرة قطار. لطالما كان الكتاب مخطئين، وكذلك سيظلون: المرتزقة، يراكمون الأموال، بلا تأنيب ضمير! [...] وإني لأعجب كيف أن الناشرين لم يستغنوا عنهم، ويواصلوا مسيرة الأدب الإنجليز ي العريق بلا مُعين. على كل حال، لقد تعاطفت مع الناشرين خلال احتفالات رأس السنة. فحين أجدني، مثلا، منغمسا في الترف وأخشخش عملات ذهبية عديدة انتزعها ابتزازا من ناشرِيّ وكيلي النذل بعدما نوّمه مغناطيسيا؛ وحين أفكر في الناشرين، يكافحون في معاطفهم من الفراء للبقاء دافئين في غرف بلا قبس من نار ويلتقطون من الصحن ضلع ديك بينما يملؤون استمارات الإفلاس – أحمرُّ خجلا. أو ينبغي لي أن أحمرَّ خجلا، لو لم يكن الكتّاب مشهودا لهم بالعجز عن ذلك الانفعال. الكاتب الإنجليزي أرنولد بنيت

في مواجهة سيدة الرواية العربية (تخيُّل)

صورة
القارئ العاقل يتحدى في نوبة جنون الروائية الأولى في عرينها   لا خسائر على كلا الجانبين   الكاتبة تجني مبالغ طائلة وصاحبنا خرج بانتصار معنوي   رصد لحوار مع كاتبة من اللواتي يُصِبن بالغثيان (للاستماع: هنـا ) تقدم لها قارئ ( معاذ الله؛ بل تقدم منها، خطأ مقصود ) في معرض الكتاب بينما كانت توقع نسخا من روايتها الجديدة ( التي، بالمناسبة، لا جديد فيها على الإطلاق، إنما هي جرعة إضافية من تركيبتها المعتادة من الفضائحية المغلّفة بالتمرد الحداثي التقدمي على التقاليد البالية وسلطة المجتمع الذكوري... آه، كفى! ). وكان يكتنف يمينها وشمالها حارسان هرقليين. فدار النشر تدلّل دجاجتها البَيُـوض.  طبعت ابتسامة تسويقية، وقد حسبته يطلب توقيعها ( حاشى وكلا، فما زال من العقلاء ). لكنه قال لها على الملأ: " يا ليتك تتوقفين عن الكتابة، أو عن النشر على الأقل، بما أن الكتابة هي ' الرئة التي تتنفسين بها '". وما كاد صاحبنا أن ينهي جملته حتى كاد الحارسان الأسطوريان أن يفتكا به. ربما لم يكونا يستوعبان الفصحى تماما، لكن نبرة المتكلم كانت واضحة الوقاحة. لكن سيدة الرواية ا