المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الفرنكفونية

رسالة إلى فتاة نزعت الحجاب

صورة
تحية، وبعد؛ فقد أسِفتُ لَمّا رأيتكِ قد خلعت حجابك، وحذفت الصور التي كانت تشهد بارتدائك له يوما ما، كأنما تلك كانت شخصا غيرك، ساذجة، وديعة، بينما أنت الآن متوثبة لالتهام العالم ولكسر من يحاول إقناعك بغير السفور. لك قراءات أجنبية، لكني أخمّن أن الأثر الأكبر في التحول كان بإيعاز أو تشجيع من رفقاء الدراسة مثلا، والانضمام لبيئة صاغت اللغةُ الأجنبية ثقافتَها ظرف ضاغط على من لها هيئة الاحتشام ودأْبها التحفظ في العلاقات. والدك منفتح، هكذا أخمن أيضا، ولا يجبرك على شيء، ويدعم اختيارك مهما كان. هو أهداك كتبا أجنبية في مناسباتك السعيدة، وإذا عدتِ يوما لحجابك فسيشتري لك منديلا أنيقا للرأس. في الحقيقة، أنا لا أعرفك معرفة شخصية، وإنما فقط من خلال منتدى الكتب الذي كنا نشارك فيه؛ ومع ذلك فقد أسِفت للمنحى الذي اتخذتِه أكثر مما أسفت لنفس الصنيع عندما تجرأت عليه فتاتان رأيتهما في الواقع تعملان في متجرين؛ هما على الأغلب يحملان همَّ الزواج وارتأتا أن تُقْدِما على ما ظنتا أن ييسر لهما مبتغاهما، فتفسير سلوكهما بسيط، وإن كنت لا أُقِرُّه؛ هما لا يستهينان بالحجاب، ولا يعظِّمانه كذلك: قطعة قماش تُوض

متى يبدأ تعلم اللغة؟

صورة
 يقول الخبر أن تجربة أظهرت أن مسحا دماغيا أجري لأشخاص بالغين من أصل صيني تم تبنيهم في عامهم الأول من قبل عائلات فرنسية أن أدمغتهم لا زالت تتفاعل مع الكلمات الصينية لدى سماعهم لها، رغم كونهم لا يفهمونها، ولا تعتبرها مجرد أصوات. هذا يعني أن تعلم اللغة يبدأ باكرا، وحتى إن لم يكتمل تعلم اللغة في الطفولة فإن أي احتكاك بها يخلّف أثرا مدى الحياة. وربما ليس مبالغة أن نذهب إلى أنه حتى المعارضون بشراسة (وصدق) للهيمنة الفركفونية من بيننا، لا نسلَم مما فعلته الفرنسية في العقول الغضة الطرية، مع كوننا بدأنا تعلمها في سن التاسعة تقريبا. وهو ما يدعو للتأمل كذلك في عواقب تعليم اللغة الأجنبية لأطفال الحضانة!

فرق بين مثقفين

صورة
كتب إدوارد سعيد عن أشعيا برلين أنه كان ليبرايا تنويريا... إلا حين يتعلق الأمر بإسرائيل فإنه يكون متصلبا في الدفاع عنها. تذكرت هذا بعد تصفحي لمقال ينعى على الطاهر بن جلون مواقفه السلبية من العرب والمسلمين، ويعلل صاحب النص ذلك بكون مكانته المرموقة لا تسمح له بمناصرة قضايا العرب والمسلمين. وهذا خطأ، لأنه وصل إلى مكانته بتقديمه لشهادة براءة من الانتساب لنا. وكذا من يحتفون بنيل "مغربية" لجائزة أدبية فرنسية مخطئون، لأن ما تكتبه أدب فرنسي صرف، وانتماء الأدب تحدده اللغة لا الجغرافيا أو السُّلالة (وحتى الجغرافيا تؤكد انتماءَها الفرنسي!) القصد أن "مثقفينا" يصلون إلى النجاح والاعتراف بالاندماج في ثقافة القوم. بينما المثقفون اليهود، على اندماجهم في مجتمعاتهم وتأثيرهم في فكرها، لا ينفكون عن مناصرة قضية أمتهم مهما تباعدت البلدان. وهنا الفرق بين الشهرة حين تخدم القضية، وبين الشهرة التي هي ثمن للتبرؤ من القضية.