المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف السياسة

ابتهاج 🐑 في المزرعة

صورة
ابتهاج في المزرعة إثر ذبح الخروف الأقرن رُصِد صباح اليوم هيجان قطيع الخراف في المزرعة، بخلاف وداعتها المعتادة . وبعد استقصاء في عين المكان، تبيّن أن السبب ابتهاجٌ خلّفه ذبح صاحب المزرعة للخروف الأقرن . وشبّت الفوضى خلال احتفال الخراف الصغيرة برحيل الخروف القوي الذي كان يحكم سيطرته على القطيع. وصرّح خروف: "تخلّصنا منه، باع!" ولدى سؤالها عن سبب الفرحة العارمة أجابت خروفة: "كان ينطحنا، باع، ينطحنا !" بينما انبرى الخراف الأسنّ يتنازعون خلافة الأقرن، ويثبت كل منهم جدارته. وقال أحد المتنافسين: "أنا أكثر من أصيب بنطحه، بـاع!" فرد عليه أسمنهم: "أنا وحدي من لم أتخلَّ له عن علفي، بـاع!" ولكل فريق أنصاره، وإلى حد تحرير هذا الخبر لم تُحسم مرحلة ما بعد الأقرن . وانزوى خراف آخرون يرقبون المشهد، رافضين الانخراط فيه، ومعلنين ولاءهم للأقرن. وأكد أحدهم: "الأقرن لم يمُت، باع!" وتدخل ثانٍ: "شائعات، باع !" وأضاف آخر: "هؤلاء الدهماء لا خبرة لهم بسياسية القطيع، باع !" وفي ركن قصيّ، عكفت شاة مسنة على علفها غير آبهة بما يجر

بلاسكو إبانييث بقلم العقاد

صورة
Vicente Blasco Ibañéz غلاف الكتاب مقال من " ساعات بين الكتب " يبين سعة اطلاع عباس محمود العقاد على آداب عصره، ويرصد فيه مسيرة الإسباني بثينتي بلاسكو إبانييث ، الذي ألّف الروايات والقصص، وكابد السياسة والمنفى، بغية الارتقاء بشعبه. كان في بداية هذه السنة [1928] أربعة من أعلام الرواية المشهورين في العالم لا تخرج إمامة هذا الفن من بينهم، ولا يكون إمام القاصّين في الدنيا إلا واحدًا منه، وهم مرجكفسكي الروسي وهاردي الإنجليزي، وبورجيه الفرنسي وإبانييث الإسباني . فأما مرجكفسكي فمزيته أنه يمزج الفن والعبادة والتاريخ مزجًا ينبض بدم الحياة، ويتخايل في ثوب الجمال، فلا تخلو رواية له من صراع بين العبادات، أو من وثنية الفنان الذي يقدس الصور والأجسام، أو من تصوير لعوامل التواريخ كأنها أدوار يمليها مؤلف عظيم على مسرح رحيب، أو كأن الناس فيها تماثيل تخلق للزينة والنظر، وتمشي من هذه الدنيا في متحف زاخر بالنماذج والأنماط . وأما هاردي فمزيته الشغف ببساطة الريف، والإيمان بالجَبرية، وتحكيم القدر في كبائر الحياة وصغائرها، وإظهار الناس كأنهم ألاعيب في أيد

أضعف ما في الإنسان عقله

صورة
أضعف ما في الإنسان عقله. ألا ترى أنه يعلم أضرار النيكوتين ويدخّن بشراهة، وقد يكون طبيبا يشخّص الأمراض ويصف العلاج؛ ومن استبَقُوا شحنة يوغرت أهدتها الشركة للأطفال، يدركون أنهم يستولون على ما ليس من حقهم، ويحرمون منه من هو أحوج إليه منهم، وهم القادرون أن يشتروه لأبنائهم؛ ومن نهبوا شاحنة مشروبات غازية انقلبت على الطريق في نهار رمضان، لم يفُتهم أنهم صائمون –يا حسرة-! وسيتجرعون فانطا المنهوبة مع طاجين بعد التراويح؛ ومن تعاقبوا على مناصب تدبير المدينة لعقد من الزمن لم يرقّعوا فيه طريقا غير معبّد، تاركين الساكنة وتلاميذ المدارس يعانون من وحله وبِرَكه شتاءً وغباره صيفاً، كانوا على دراية بالحاجة له وكذا على قدرتهم استبقاء رصيد من الميزانية لإصلاحه، لكنهم لم يفعلوا حتى ألجأتهم زيارة مرتقبة لشخصية سامية أن يشمّروا عن آلات الحفر والتزفيت... كل هؤلاء لم تنفعهم عقولهم في اجتناب المآثم، وإنما توسلوا بعقولهم للاغتنام بالاحتيال؛ أما المدخن وأمثاله من ذوي الإدمان فقدّم انتشاء لحظات على عِلل ترافقه العمر كله. فكيف يتأتى لأحد أن يجعل العقل هاديا ومرشدا، والنفس تتلاعب به وتسخّره لأغراضها، كما