المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الإصلاح

لسنا مجرد مستهلكين

صورة
الدكاكين القديمة في الأحياء المغربية بدأت تنقرض مع ظهور المتاجر الكبرى. لسنا مجرد مستهلكين؛ فعل الشراء يخضع، كسائر أفعال الإنسان، للتقويم الأخلاقي، فقد يكون حسنا أو سيئا. فمعلوم أن ابتياع كميات تفيض عن حاجة البيت من سلعة سريعة التلف ستنتهي في النفايات. ومعلوم أن الإنفاق من طعامنا المفضل يفضُل الإنفاقَ العادي . كذلك أقترح أن نقصد نوعا من التضامن أثناء التسوق، وذلك بتفضيل التعامل مع البقالات الصغيرة، المتواجدة غالبا في الأحياء السكنية، لأن كل محل منها يعيل أسرة. وفي الظروف الراهنة، حيث تفتح محلات ضخمة في أرجاء المدينة، التجار الصغار مهددون بالكساد على أقل تقدير . الأسواق الكبرى ضُخَّت فيها رؤوس أموال هائلة، وتعاملاتها اليومية بالملايين، كما أنها تجلب البضائع بالأطنان فهوامش ربحها واسعة، لذا فلا خوف عليها من الإفلاس، بينما الدكاكين التي في الجوار تعتمد على حركية الجيران للرواج والانتعاش . صمود التجارات الصغيرة يعتمد على أين نضع نقودنا، وتصرفنا المالي محكوم بدوره بالاعتبارات الأخلاقية .

بلاسكو إبانييث بقلم العقاد

صورة
Vicente Blasco Ibañéz غلاف الكتاب مقال من " ساعات بين الكتب " يبين سعة اطلاع عباس محمود العقاد على آداب عصره، ويرصد فيه مسيرة الإسباني بثينتي بلاسكو إبانييث ، الذي ألّف الروايات والقصص، وكابد السياسة والمنفى، بغية الارتقاء بشعبه. كان في بداية هذه السنة [1928] أربعة من أعلام الرواية المشهورين في العالم لا تخرج إمامة هذا الفن من بينهم، ولا يكون إمام القاصّين في الدنيا إلا واحدًا منه، وهم مرجكفسكي الروسي وهاردي الإنجليزي، وبورجيه الفرنسي وإبانييث الإسباني . فأما مرجكفسكي فمزيته أنه يمزج الفن والعبادة والتاريخ مزجًا ينبض بدم الحياة، ويتخايل في ثوب الجمال، فلا تخلو رواية له من صراع بين العبادات، أو من وثنية الفنان الذي يقدس الصور والأجسام، أو من تصوير لعوامل التواريخ كأنها أدوار يمليها مؤلف عظيم على مسرح رحيب، أو كأن الناس فيها تماثيل تخلق للزينة والنظر، وتمشي من هذه الدنيا في متحف زاخر بالنماذج والأنماط . وأما هاردي فمزيته الشغف ببساطة الريف، والإيمان بالجَبرية، وتحكيم القدر في كبائر الحياة وصغائرها، وإظهار الناس كأنهم ألاعيب في أيد

أنامل فضولية

صورة
من المسؤول عن إبراز المحتوى التافه والبذيء على يوتوب؟ صناع المحتوى ومشاهدوه مسؤولون، لكني ألقي باللائمة بالدرجة الأولى على الأنامل الفضولية التي بنقراتها جعلت المحتوى القبيح يتصدّر واجهة موقع المرئيات الأشهر . ولو بحثنا في ديمغرافية المشاهدين لوجدنا فيهم من يُفترض فيهم العقل والرشد (بحكم السن)، غير أن غرائز المراهقة تسوقهم للاطلاع على تلك الأشياء، وكذا الرغبة في ألا يتخلفوا عن مواكبة الجديد مهما كان والمشاركة بالتالي في الثرثرات التي تلوكه .