المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف المفاهيم

قولهم "انشرها لعل غيرك يستفيد"

صورة
فكرة "انشرها لعل غيرك يستفيد" ليست سيئة، لكنها ليست الأصل. الأولى أن يعمل الإنسان بما يعلم في حدود الاستطاعة، فيكون أول منتفع بعلمه. وبسبب سهولة النشر -وسيولته المفرطة أيضا- قد بتناقل عشرات الأشخاص التذكير بطاعة معينة، وكلهم يقول لعل غيري يعمل فيكون لي مثلُ أجرِه، ثم لا يعمل أحد في نهاية السلسلة. صحيح أن "الدال على الخير كفاعله"، وتقصير الفرد في ذاته ينبغي ألا يمنعه من الكلمة الطيبة، لكنك لا تضمن الاستجابة من الآخرين، بينما في وسعك أن تحمل نفسك على الطاعة.

معايير الجمال انقلبت

معايير الجمال انقلبت. من قبل كانت المُقدِمة على الارتباط -كما لا يخفى عليكم- تطلب الاكتناز بكل سبيل؛ اليوم تمتلئ الأرصفة بالمُهَرْوِلات نحو النحافة ورشاقة القوام، وما خفي من الحرمان من أصناف المأكولات كان أعظم. فهل هي -على طريقة فيصل القاسم في الاستشكال- عادة وفدت لتبقى، أم مجرد حمًّى عابرة يتلوها انقلاب؟ 🔴

أوهام رومانسية (1) المسكن

صورة
لا خلاف: البيت هو السكن قبل أن يكون جدراناً. لكن أظن أن سيسيليا لا تواجه صعوبة في الاحتماء من البرد والمطر أو الحر؛ كما يمكن أن نخمن بسهولة أنها بفضل روايات مبنية بأوهام أنيقة (ككل قصص الخيال الرومانسي)، شيدت منزلا في الضواحي قوامه الآجر والإسمنت، مع حديقة، أو اقتنت شقة فسيحة ذات واجهة زجاجية تغمر المكان بضوء النهار، إن توفر في بلدها الضبابي... المهم أنها لا تبحث عن سقف تستظل به أو ملجأ تأوي إليه، كلا. والمهم أيضا أن "حقائق" المترفين تلائمهم. ربما ينبغي أن نسأل صاحبنا هذا عن تعريفه للسكن:

أخلاقية الإسلام والبيئة المنفلتة

"الذين يظنون أن أخلاقية الإسلام تجعل منه عبئا ثقيلا على البشرية، تحول دون تحقيقه في حياتهم، إنما يستمدون هذا الشعور مما يعانيه الفرد المسلم حين يعيش في مجتمع لا يهيمن عليه الإسلام؛ وحين يكون الأمر كذلك يكون الإسلام بأخلاقيته عبئا ثقيلا فادحا بالفعل، يقسم ظهور الأفراد الذين يعيشون بإسلامهم النظيف في المجتمع الجاهلي القذر، ويكاد يسحقهم سَحقا؛ لكن هذا ليس الوضع الطبيعي الذي يفترضه الإسلام وهو يفرض أخلاقيته الرفيعة النظيفة السامقة على الناس؛ إن الإسلام نظام واقعي، ومن ثم فإنه يفترض أن الناس الذين يعيشون بمنهجه يعيشون في مجتمع يهمين عليه الإسلام، وفي هذا المجتمع يكون الخير والفضيلة والنظافة هي المعروف الذي يعرفه ويصونه كل القائمين على هذا المجتمع، ويكون الشر والرذيلة والقذارة هي المنكر الذي تطارده كل القوى المهيمنة على هذا المجتمع أيضا." من كتاب "هذا الدين"، لسيد قطب.

X-Men وقبول الآخر

صورة
تحكي أفلام X-Men عن أناس متحولين جينيا لهم ملكات خارقة، يعانون من اضطهاد المجتمع لهم وعدم قبوله بهم؛ فيخوضون نضالا مدنيا للاعتراف بهم وانتزاع حقوقهم في المساواة الكاملة مع باقي المواطنين من البشر العاديين. نضالهم الحقوقي هذا يكسبهم تعاطفا، لكن لا زالت هناك معاداة لوجودهم ودعوة لإقصائهم. المشاهِد بالطبع يقف في صفهم، نظرا لكونهم مظلومين ولأنهم يقاومون الأشرار. هذا المبدأ الذي تقوم عليهم سلسلة Marvel، أي القبول بالآخر المختلف والتعايش معه واحتضانه... هو نفس المبدأ الذي، في الحيا ة الحقيقة، يدمج أطياف الشواذ ضمن الطبيعة العادية للبشر ويكفل لهم الانتماء الكامل للمجتمع، دون استنكار ولا تمييز ولا حرمان من الحقوق. والمجتمع الأمريكي ذاته، وفيه قطاعات متدينة أكثر من المجتمعات الأوروبية، منقسم في موقفه من أطياف الشواذ المتكاثرة، بين محافظين وليبراليين. مؤخرا احتجت فئة من أولياء أمور التلاميذ في أميركا على السماح للتلاميذ المتحولين جنسيا (أي أولئك الذين هم خارج التصنيف الفطري ذكر-أنثى) أن يستعملوا المراحيض مع أبنائهم. هذا المثال يبين كيف أن منتجات التسلية (سينما، ألعاب ال

مورغان فريمان جاء يعلمكم دينكم

صورة
شخصيا لا أفهم كيف يمكن أن أحترم معتقدات لا أومن بها؛ وعدم إيماني بها ليقيني ببطلانها. لا أرى كيف يمكن لوثني -مثلا- أن يحترم عقيدة التوحيد، والعكس. العلمانية هي فقط من تحترم، بزعمها، كلّ الديانات، لأنها في نظرها مستوية في الباطل. أما المؤمن، بالإسلام مثلا، فيحترم، أي يعظّم، دينه وشعائره لإيمانه بأنها الحق، ولا يصادر أن يمارس أصحاب العقائد الأخرى شعائرهم في معابدهم، لكن أن نطالب باحترام عقيدة، مثلا، أن المسيح ابن الله، فهذا متناقض. ومسألة أن كل الطرق التي اختارها البشر للتعبد هي صالحة وتستحق الاحترام كذلك غير مقبولة، فلا يستوي من عبد الشمس ومن يعبد رب الشمس والقمر سبحانه وتعالى.

أباطيل وأسمار

صورة
الكتاب مجموعة مقالات مترابطة كشف فيها المؤلف عن صنيعة المبشرين لويس عوض، وعن الفساد الذي أحدثه في الثقافة العربية (كذبه الصريح على أبي العلاء المعري مثلا، للإيهام بأن الثقافة العربية مدينة في كل شيء لليونان والرومان)، بل وأثبت أنه مفتقر حتى إلى المعرفة بالآداب الغربية التي يدّعيها، كما تجلى جهله في ترجمته المضحكة لمسرحية الضفادع لأرسطوفان. ويصعب على قارئ هذا الكتاب ألا يجد الكلام الذي اعتدناه ركيكا. لقراءة وتحميل الكتاب من هنـا .

قوميات

القومية الفارسية دينية، منذ بداية الثورة الإيرانية، تستند إلى التشيع وتسخّره لبسط النفوذ. أما القومية العربية، مثلها كمثل التركية، فنشأت منفصلة عن الدين منذ البداية، تقيم الفصل بين أعراقٍ آخاها الإسلام، وتجعل الانتماء لغيره.

لا أحترم كل الاختيارات

للاستماع للنسخة الصوتية ، هنا . في ختام حلقة على قناة ٍ مغربية ناقشت أحد التكاليف الشرعية ، ألقت المذيعة العبارة الهادمة: "نحترم كل الاختيارات". أعلم أن العبارة لم تعد صادمة ولا مستهجَنة، ولا تستوحشها الآذان ولا تنفر منها النفوس. مع الأسف. فبعد مسيرة طويلة من ترويض "الرأي العام"، صار ما كان صادما - مألوفاً جدا ومستساغا، ولا يُتوقف عنده وليس محلَّ بحث؛ وبالمقابل، أصبحت مساءلة هذا المألوف هي التي تستثير الاستغراب. أما أنا فلا أحترم كل الاختيارات. ولا أحترم كل الآراء. ولا أحترم كل المعتقدات. ولا أحترم كل السلوكات. لأن من الاختيارات ما يودي إلى التهلكة؛ ومن الآراء الغبي وضيق الأفق والمغالي والمتحامل والمحابي؛ ومن المعتقدات ما هو بـاطل؛ ومن السلوكات المؤذي والمزعج والمقرف والسخيف. فعلى سبيل المثال، لا أحترم "خيار" الشذوذ الجنسي. ولا أحترم "رأي" الصهيونية. ولا أحترم الوثنية. ولا أحترم اللباس الفاضح. فلِمَ ينبغي لعاقل أن يحترم كل هذا الخليط، بلا تمييز ولا تفصيل؟ أم أن المقصود هو هذا بالضبط، أي التعبير المجمَل عن الاحترام ليدخل تحته كل شيء، الطيب