X-Men وقبول الآخر

تحكي أفلام X-Men عن أناس متحولين جينيا لهم ملكات خارقة، يعانون من اضطهاد المجتمع لهم وعدم قبوله بهم؛ فيخوضون نضالا مدنيا للاعتراف بهم وانتزاع حقوقهم في المساواة الكاملة مع باقي المواطنين من البشر العاديين. نضالهم الحقوقي هذا يكسبهم تعاطفا، لكن لا زالت هناك معاداة لوجودهم ودعوة لإقصائهم. المشاهِد بالطبع يقف في صفهم، نظرا لكونهم مظلومين ولأنهم يقاومون الأشرار.
هذا المبدأ الذي تقوم عليهم سلسلة Marvel، أي القبول بالآخر المختلف والتعايش معه واحتضانه... هو نفس المبدأ الذي، في الحياة الحقيقة، يدمج أطياف الشواذ ضمن الطبيعة العادية للبشر ويكفل لهم الانتماء الكامل للمجتمع، دون استنكار ولا تمييز ولا حرمان من الحقوق.
والمجتمع الأمريكي ذاته، وفيه قطاعات متدينة أكثر من المجتمعات الأوروبية، منقسم في موقفه من أطياف الشواذ المتكاثرة، بين محافظين وليبراليين.
مؤخرا احتجت فئة من أولياء أمور التلاميذ في أميركا على السماح للتلاميذ المتحولين جنسيا (أي أولئك الذين هم خارج التصنيف الفطري ذكر-أنثى) أن يستعملوا المراحيض مع أبنائهم.
هذا المثال يبين كيف أن منتجات التسلية (سينما، ألعاب الفيديو، القصص المصورة، الروايات...) حاملة لإيديولوجية المنتجين، وهي تعمل على تغيير العقليات والمفاهيم بما لا تضاهيه كل الجامعات والمعاهد، ذلك أنها تغرس المسلَّمات ممزوجة مع المتعة؛ وجمهور المراهقين لا تخوله حصيلته المعرفية أن يكون ناقدا للمعروض عليه.


ملحق: تفسير موافق لهذا كتبه أمريكي (يمكن ترجمة المنشور من الإنجليزية)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Blockbuster Movies: Entertainment and Indoctrination