المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف لباس

اندماج

حلق اللحية؛ قص بعض شعره، وصبغ خصلاته الباقية؛ ارتدى سروالا ممزقا من الركبتين، وقميصا عليه شخبطة أعجمية؛ شرّع نوافذ السيارة، ورفع صوت الموسيقى. تعمد المرور على مرآى من "إخوانه" السابقين.

رسالة إلى فتاة نزعت الحجاب

صورة
تحية، وبعد؛ فقد أسِفتُ لَمّا رأيتكِ قد خلعت حجابك، وحذفت الصور التي كانت تشهد بارتدائك له يوما ما، كأنما تلك كانت شخصا غيرك، ساذجة، وديعة، بينما أنت الآن متوثبة لالتهام العالم ولكسر من يحاول إقناعك بغير السفور. لك قراءات أجنبية، لكني أخمّن أن الأثر الأكبر في التحول كان بإيعاز أو تشجيع من رفقاء الدراسة مثلا، والانضمام لبيئة صاغت اللغةُ الأجنبية ثقافتَها ظرف ضاغط على من لها هيئة الاحتشام ودأْبها التحفظ في العلاقات. والدك منفتح، هكذا أخمن أيضا، ولا يجبرك على شيء، ويدعم اختيارك مهما كان. هو أهداك كتبا أجنبية في مناسباتك السعيدة، وإذا عدتِ يوما لحجابك فسيشتري لك منديلا أنيقا للرأس. في الحقيقة، أنا لا أعرفك معرفة شخصية، وإنما فقط من خلال منتدى الكتب الذي كنا نشارك فيه؛ ومع ذلك فقد أسِفت للمنحى الذي اتخذتِه أكثر مما أسفت لنفس الصنيع عندما تجرأت عليه فتاتان رأيتهما في الواقع تعملان في متجرين؛ هما على الأغلب يحملان همَّ الزواج وارتأتا أن تُقْدِما على ما ظنتا أن ييسر لهما مبتغاهما، فتفسير سلوكهما بسيط، وإن كنت لا أُقِرُّه؛ هما لا يستهينان بالحجاب، ولا يعظِّمانه كذلك: قطعة قماش تُوض

لماذا ينبغي ألا نستمد قيمنا من المجتمع؟

صورة
ينبغي ألا نستمد قيمنا من المجتمع، فالاعتماد عليه يقود للانحراف. نرى اليوم، مثلا، الجموع مقبلة على المساجد، وغدا -بعدما ينحسر ظل الشهر الكريم وتلفحها شمس الصيف- ستتدفق نحو الشواطئ... المكشوفة. وكلا الاتجاهين عند المجتمع مقبولان. من يستمد قيمه من السائد في المجتمع، كان وأولاده في التسعينات -كما تشهد الصور- يرتدون لباسا سابغا فضفاضا؛ الآن طار من ثيابهم -وذريتهم- ثلث القماش. والستر (النسبي) في حينه كان مقبولا اجتماعيا، والتعري مقبول الآن، بل لا يعتبر تعريا أصلا (والمساحة "المقبولة" في اتساع تدريجي!). مفهوما العادي والعيب عند المجتمع قد يوافقا الشرع وقد يخالفانه، ومن يستمد قيمه من المجتمع قد تهون عليه مخالفة الشرع ولا يقدر -ولا يُسمح له من الأقربين- أن يمنع العادي أو يرتكب العيب.

تفسير لظاهرة أو حقد طبقي؟

-عندي نظرية. -ألقِ ما في جعبتك. -يبدو لي أن ملابس الماركات باهظة الثمن صمّمت لأشخاص أموالهم تفوق ذوقهم. كما لو أن تلك الأناقة الخالية من أي لمسة تفرّد شخصية تعفيهم من عناء أن يختاروا بأنفسهم لأنفسهم، وبالتالي، أن يفتضح أمرهم. -هذا رأي طَبَقي، وخاطئ. -لكن لعلك توافقني في أنه يُوَاسي. -إذا نجحت في ألا تنبهر ببريق البرجوازية، لن تحتاج إلى مواساة زائفة.