السينما وعلمنة نهاية العالم
المشهد يذكّر بأجواء ما بعد الخراب كما تضورها الأفلام، لكنها ليست من فيلم، وإنما هي صورة حقيقية التقطت مؤخرا لعاصفة رملية هبّت في دبي. Post-apocalyptic صنف من الأفلام يتخيل حياةَ البشر الناجين في عالم مستقبلي بعد حرب مبيدة أو كارثة طبيعية/صناعية اجتاحت الأرض. شكلُ المجتمع الذي يَنتُج بَعدُ يحتمل سيناريوهات عديدة، كأن تُهجَر الأرض لأن انفجارا نوويا أفسدها، فاتخذت الزُّمْرةُ الناجية طريقَها لاستعمار كوكب آخر قابل للحياة (لاحظ الإحالة على قصة الناجين من الطوفان مع نبي الله نوح عليه السلام)؛ أو يبقى البشر على الأرض، لكن بتغيرات جينية أو بروز طبقة تستعبد المستضعفين؛ أو أن يشح الماء جدا ومن يحتكره يُذِلّ الرقاب؛ أو، على العكس، أن تغمر المياه الكوكب كله، ويستوطن البشر مراكب طافية. التنويعات على هذه الفكرة لا حصر لها، وآلة السينما لا تلبث تضخ مزيدا منها لرواجها. تعليقي ليس على الأفلام بحد ذاتها، وإنما على مفهوم أبوكالِبسيس، الذي يعني دمار العالم، ويستعمله الإنجيل بمعنى القيامة تحديداً. فما درجت صناعة الترفيه على ترسيخه هو علمنة مفهوم القيامة، أي جعلها حدثا دنيويا تستمر بعده الح