لتحميل ملف بيديئف صغير الحجم من غوغل درايف: هنـا طَالب الْآخِرَة متشبه بِالْمَلَائِكَةِ؛ وطالب الشَّرّ متشبه بالشياطين؛ وطالب الصَّوْت [السمعة] وَالْغَلَبَة متشبه بالسباع؛ وطالب اللذات متشبه بالبهائم؛ وطالب المال لِعَيْن المَال لَا لينفقَه فِي الْوَاجِبَات والنوافل المحمودة أسقط وأرذل من أَن يكون لَهُ فِي شَيْء من الْحَيَوَان شبه، وَلكنه يشبه الغدران [النبات] الَّتِي فِي الكهوف فِي الْمَوَاضِع الوعرة لَا ينْتَفع بهَا شَيْء من الْحَيَوَان. فالعاقل لَا يغتبط بِصفة يفوقه فِيهَا سبع أَو بَهِيمَة أَو جماد، وَإِنَّمَا يغتبط بتقدمه فِي الْفَضِيلَة الَّتِي أبانه الله تَعَالَى بهَا عَن السبَاع والبهائم والجمادات، وَهِي التَّمْيِيز الَّذِي يُشَارك فِيهِ الْمَلَائِكَةَ. فَمن سُرَّ بشجاعته الَّتِي يَضَعهَا فِي غير موضعهَا لله عز وَجل فَليعلم أَن النمر أجرأ مِنْهُ، وَأَن الْأسد وَالذِّئْب والفيل أَشْجَع مِنْهُ؛ وَمن سُرَّ بِقُوَّة جِسْمه فَليعلم أَن الْبَغْل والثور والفيل أقوى مِنْهُ جسما؛ وَمن سُرَّ بِحمْلِهِ الأثقال فَليعلم أَن الْحمار أحمل مِنْهُ؛ وَمن سُرَّ بِسُرْعَة عَدْوِه...