التعلّم في كندا

علّق أحدهم على خبر فضيحة، وركز على اختلاف رأيه عن ردود الأفعال الغالبة، وأن مردّ ذلك انتقالُه للعيش خارج البلاد. قوله "تعلمتُ في كندا" عدمَ التدخل في شؤون الغير وعدمَ إصدار الأحكام على حياة الناس الخاصة أثار حفيظة أبناء بلده محتجين بأن أخلاق الإسلام أسمى وأسبق إلى كل فضيلة، وأن أولئك فيهم ما فيهم. بغض النظر عن مضمون القضية التي عقّب عليها، يبدو لي أنه لم يصل إلى هذه القناعة إلا بمفارقة بيئته الأصلية، فبينما كان في المغرب الأرجح أنه كان مسايراً لعقلية القطيع مثلَ غيره، لمشقة اتخاذ مسافة منها بلهَ مساءلتِها وإخضاعها للنقد ومخالفتها عمليا ودفع الضريبة التي يقتضيها ذلك. يُضاف هذا إلى عنصر الانبهار عند الحلول على الغرب الذي يسوِّغ استصواب مسلكهم وتقليدهم. وبهذا يكون صاحبنا لم يعدُ أن شابه محيطَه الأصلي عندما كان فيه، ثم شابهَ محيط مهجرِه عندما استقر فيه. فما يدّعيه من انتقال من خُلق إلى غيره لم يأت عن مجاهدة للنفس وتوطينٍ لها على مجانبة مألوفاتها، إنما هو انتقال من عقلية قطيع مغربية إلى عقلية قطيع كندية. فلم تتحقق هنا الهجرة المحمودة التي تكون بالقلب، وإنما مجرد استبدال مكان بمك...