المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

الأسباب: لا إهمال ولا تأليه

صورة
 تعليقا على فيديو لسيارة دفع رباعي تكابد للخروج من الوحل كتب أحدهم بالروسية: "نيسان تحتاج قفلا وسائقا متواضعا". القفل المذكور يوحد حركة محوري العجلات الأمامي والخلفي، بدل أن تدور كل عجلة على حدة، مما يحسّن التحامها بالأرضية وبالتالي عبور مسالك وعرة. فرد عليه صاحب القناة بنفس اللغة: "نعم القفل ضروري، لكن لم نحتاج التواضع وعندنا القفل؟". نعم نحتاج التواضع حتى عند امتلاك التقنية المتطورة، والتواضع هنا إيماننا أن الأسباب لا تعمل وحدها، وإنما بأمر الله، ولو شاء لعطّلها فانعدم تأثيرها الذي نألفه. وتشتد حاجتنا لهذا التواضع والتعلق بالله خالق الأسباب كلما تطورت التقنية لأنها تغري بالاطمئنان إليها. وحتى نبقى مع مثال المركبات، فليس الفولاذ المتين من يقي من الصدمات، ولا الفرامل القوية من يقي من الارتطام، ولا العجلات الممتازة من يقي من الانزلاق، وما يخطر على البال من أصناف التحديثات لا تملك صرف المقدور إلا بإذن الله. نعم نحتاج صيانة المركبة وإصلاحها واقتناء المستطاع من أجهزة السلامة، موقنين أنها أدوات فقط. لا نبخسها ولا نعظمّها.

عن تضخم الأنا

صورة
من يرى نفسه كبيرا يتعب نفسه ويتعب غيره، لأنه لا يستطيع فكاكا من لوازم بشريته، المجبولة على الضعف والقصور والاحتياج والعطب. والغني بالمال فقير من أوجه أخرى؛ فإن اعترف وتواضع استفاد واستقام مع جِبِلّته. والكارثة والمفارقة المضحكة هي من يعاند ويكابر، ويتوهم الكبرياء فلا يزداد إلا صغارا. فبعضهم يرى نفسه أكبر من ركوب الحافلة، ويركبها. ويرى نفسه أكبر من ارتياد المستشفى العمومي، ويرتاده. ويرى نفسه أكبر من أن يقطن السكن الاجتماعي، ويقطنه. فلا هو قادر على التنعم بسيارة خاصة، والعلاج في مصحة خاصة، والسكن في فيلا، ولا أراح الخلق من أناه المتضخمة.