المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصة

مأوى

جلس في الحديقة الخالية، منهمكا في قراءة أوراق بين يديه على ضوء الشروق الوليد. الشعر واللحية الكثيفان والثياب الرثة لمن لا مأوى له. نهض وطوى الأوراق بعناية ودسها في جيب سرواله. رش ما بقي من الماء في الكأس على العشب، ثم خبأ الكوب بين أغصان نبتة بقامته. استدار وتسلق الشجرة؛ اهتزت قليلا ثم سكنت. انتظرتُه أن ينزل، فلم يظهر. ليست شجرة ذات ثمار ليجنيها، فلم ارتقاها؟ مرّ شخصان بمحاذاة الشجرة، ولم يبدُ عليهما أنهما رأياه.

احتراق

صورة
اتخذ قبل الظهيرة مقعدَه المعتاد من الحي، أخرج من جيبه علبة أعواد ثِقاب وورقةً نقدية بنفسجية ، أضرم فيها النار وطفِق يتأمّلها حتى تلاشت، فأتبعها بأخرى خضراءَ وصنع بها مثل ذلك، ثم ببُنية ، ثم بزرقاء ، الأعلى قيمة ! ولا تعبيرَ في ملامحه يشي بالأسى، وإنما بالانتشاء، وكأن ثروتَه تتنامى بالاحتراق، بدل أن تتبدّد، وكأن ما في جيبه، أو جيوبه، لن ينفد ! ( كيف حصل على الوقيد وقد انقرض؟ أتعجبان، أيها القارئ والقارئة، من ذلك فيمن أوراق المصارف عنده، كما رأيتما، أبخس من حطب التدفئة؟ ثم إن الرجل ينتمي إلى جيله، وما زال يستعمل الأدوات القديمة.) ما لبث المارة أن تنبّهوا له؛ بعضهم راجع من العمل وبعضهم من السوق، وما كان هو يهتم بالتواري، بل طلب أن تبدوَ فِعلتُه للعيان. كان الجيران يعرفونه، وهل يخفى حكيم؟ لذلك لم يخطر ببالهم رميه بالخَبَل، على شدة انصعاقهم مما يرون، فلعل في الأمر ما يخفى على أفهامهم. اقترب منه أوائل من أبصروه مستفسرين: "ما الخَطبُ يا حكيم؟" ضَنَّ بالجواب، أو أخّره ريثما يكثر الحشد من حوله، وبقي ساهماً في الدخان، وقد تناثر الرماد عند قدميه. تحلّق

تمرُّد

نبرته المتمرِّدة طاغية في الجلسات والشبكات؛ شوهِد بين المتحفزين للارتماء على موكب الزعيم ليطلقوا عليه بطائق التعريف.   

تفرُّس 🐆

صورة
كانت سلحفائية الاتصال بالشبكة تجعله يتفرّس، مستسلماً، في فرائس الوثائقي ومفترسيها لقطةً بلقطة. ثم لما توفّرت لديه سرعة الاتصال، تضاعفت متعة الفرجة؛ إلا أنه ألزم نفسه، ممتنّاً، أن يشاهد وثائقيا في الأسبوع بالعرض البطيء.