المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

لو آمنت بالله - من وحي قلم الرافعي

صورة
للاستماع: هنـا نِعْمَ أخو الإسلام أنتَ، فاستعِذْ بالله من خذلانه، فإنه ما خذلك إلا وضْعُك نفسَك بإزاء لله تعارِضه أو تجاريه في قدرته، فيَكِلك إلى هذه النفس، فتنتهي بك إلى العجز، وينتهي العجز بك إلى السخط، ومتى كنت عاجزًا ساخطًا، محصورًا في نفسك موكولًا إلى قدرتك، كنت كالأسد الجائع في القفر، إذا ظنَّ أن قوَّته تتناول خَلْق الفريسة؛ فيدعو ذلك إلى نفسك اليأس والانزعاج والكآبة؛ وأمثالها من هذه المُهلكات تقدح في قلبك الشكَّ في لله، وتُثبت في روعك شرَّ الحياة، وتُهدي إلى خاطرك حماقات العقل، وتقرِّر عندك عجز الإرادة؛ فتنتهي من كل ذلك ميتًا قد أزهقتْكَ نفسُك قبل أن تُزهقها! ولو كنتَ بدل إيمانك بنفسك قد آمنت بالله حق الإيمان، لسلَّطك لله على نفسك ولم يسلِّطها عليك؛ فإذا رمَتْك المطامع بالحاجة التي لا تقدر عليها، رميْتَها من نفسك بالاستغناء الذي تقدر عليه؛ وإذا جاءتك الشهوات من ناحية الرغبة المقبلة، جئتَها من ناحية الزهد المنصرف، وإذا ساورتْكَ كبرياء الدنيا أذللتها بكبرياء الآخرة. وبهذا تنقلب الأحزان والآلام ضروبًا من فرح الفوز والانتصار على النفس وشهواتها، وكانت فنونًا

عاش ومات بيننا ولم يسمعها منا

صورة
كاتب أجنبي أقام سنوات بين المسلمين حتى تُوفي، وكان له جيران من عامتهم وزيارات من مثقفيهم، فهل سمع من هؤلاء وأولئك كلاما عن الإسلام؟ أكثر من ذلك، هل خطر لأحد ممن التقاه أن يُسمِعه شيئا من ذلك؟ قد يقال: "الرجل كان قارئا وعلى اطلاع، وبالطبع عرف الإسلام". وقد يقال: "وما جدوى الكلام؟ المطلوب أن يرى أخلاق المسلمين". كلا الاعتراضين وجيهان، لكن السؤال: هل التعريف بالإسلام يخطر على بال المغاربة الذين التقى الرجل فئات منهم؟ وبعد ذلك، أمثال هذا يزورهم المهتمون بالأدب والترجمة، فلماذا لا يزورهم من يحملون همّ بلاغ الرسالة؟ خوان غويتيصولو، كاتب إسباني عاش ومات في مراكش

حكاية أستاذ مكلف بحراسة الامتحانات

كتب حنافي جواد : يتسلم استدعاءه متثاقلا، كأني بها الجمر "الأبيض" في يدهِ، ينتَابه خوفٌ "وجودي" من نوع خاص لا يدركه إلا الخوَاصّ، يقول في نفسه هل أغامر أو أترك الحبل على الغارب فلا أبالي؟! ألقت به رجلاه - بعد بحث دام كذا وكذا- في القاعة المعينة المُدونة في الاستدعَا، فإذا بالعيون "الأدبية" تفاجئه بنظرات ثاقبةٍ تقتحمُ كل شيء، حتّى الصخور. نظراتٌ صاعدة ونازلة، من "وجوه غريبة" تحسبها تستعدُّ لمباراةٍ نهاياتها مميتةٌ ! وهل سيصمد؟! وهل سيكون قادرا على تقمص شخصية "الخطير" "المرهب" في ساعتين أو ثلاث؟ فتَّشَ - هو - في حقيبته البيداغوجية (الذهنية) عسى أن يجد وصفة مُعِينَةً على المِحنِ، فقال في نفسه: هيهات هيهات، وهل تُصلح البيداغوجيا ما أفسد "العُهرُ ! يوزّع أوراق التحرير والمسودات، يلقي بها إلقاءً، حتى اذا بلغَ آخرَ مقعدٍ - وكان مهشما- رجع رويدا رويدا. يداهُ وراء ظهره، يُعيد الحِسابا ... إذ به يأخذ مقعدا مُطلا على النافذة الشرقية، متظاهرا بالتأمل في الطبيعة، أيُّ طبيعة ! فلا تقع عيناه إلا على المُهشمات م

أعظم سبب لتحصيل اليقين

صورة
اليقين أصل وسائر المقامات الشريفة والأخلاق المحمودة والأعمال الصالحة من فروعه وثمراته؛ والأخلاق والأعمال تابعة لليقين قوةً وضعفا وصحة وسقما. [...] اليقين يقوى ويحسن بأسباب. منها، وهو الأصل الذي عليه المدار، أن يصغي العبد بقلبه وأذنه إلى استماع الآيات والأخبار الدالة على جلال الله تعالى وكماله وعظمته وكبريائه وانفراده بالخلق والأمر والسلطان والقهر، وعلى صدق الرسل وكمالهم وما أُيّدوا به من المعجزات وما حلّ بمعانديهم من أنواع العقوبات، وما ورد في اليوم الآخِر من إثابة المحسنين ومعاقبة المسيئين؛ وإلى كون هذا الأمر كافٍ في إفادة اليقين، الإشارة بقوله تعالى: {أَوَلم يكفِهِم أنّا أنزلنا عليك الكتابَ يُتلى عليهم}. ~الإمام الحداد، رسالة المعاونة. لذا عند سماع القرآن وتلاوته ينبغي الوقوف مع الآيات التي تذكر عظمة الله تعالى وتدبيره لكونه؛ وصلوات التراويح مناسبة عظيمة لهذا الإصغاء الذي يحصل به اليقين. نبّه على هذا المعنى سلطان العميري في منشوره الآتي:  

لماذا ينبغي ألا نستمد قيمنا من المجتمع؟

صورة
ينبغي ألا نستمد قيمنا من المجتمع، فالاعتماد عليه يقود للانحراف. نرى اليوم، مثلا، الجموع مقبلة على المساجد، وغدا -بعدما ينحسر ظل الشهر الكريم وتلفحها شمس الصيف- ستتدفق نحو الشواطئ... المكشوفة. وكلا الاتجاهين عند المجتمع مقبولان. من يستمد قيمه من السائد في المجتمع، كان وأولاده في التسعينات -كما تشهد الصور- يرتدون لباسا سابغا فضفاضا؛ الآن طار من ثيابهم -وذريتهم- ثلث القماش. والستر (النسبي) في حينه كان مقبولا اجتماعيا، والتعري مقبول الآن، بل لا يعتبر تعريا أصلا (والمساحة "المقبولة" في اتساع تدريجي!). مفهوما العادي والعيب عند المجتمع قد يوافقا الشرع وقد يخالفانه، ومن يستمد قيمه من المجتمع قد تهون عليه مخالفة الشرع ولا يقدر -ولا يُسمح له من الأقربين- أن يمنع العادي أو يرتكب العيب.

تفسير لظاهرة أو حقد طبقي؟

-عندي نظرية. -ألقِ ما في جعبتك. -يبدو لي أن ملابس الماركات باهظة الثمن صمّمت لأشخاص أموالهم تفوق ذوقهم. كما لو أن تلك الأناقة الخالية من أي لمسة تفرّد شخصية تعفيهم من عناء أن يختاروا بأنفسهم لأنفسهم، وبالتالي، أن يفتضح أمرهم. -هذا رأي طَبَقي، وخاطئ. -لكن لعلك توافقني في أنه يُوَاسي. -إذا نجحت في ألا تنبهر ببريق البرجوازية، لن تحتاج إلى مواساة زائفة.

قصة زرع ابتسامة (ترجمة)

صورة
كنت صبيحة اليوم برفقة كاتبة أخرى في زيارة لمستشفى نقرأ قصصاً للأطفال النزلاء * . وهو نشاط ينظمه كلَّ عام اتحاد للكُتّاب ومعرض للكِتاب. كان طاقم المصحة رائعاً، وكان الأطفال (أتمنى لهم الشفاء العاجل) منتبهين ومُصغين. وفي هذه الأثناء، الزعامات المزعومة -المنتخَبة لتوّها- منهمكة في التعليق على حادثة التشويش على النشيد الوطني خلال مباراة كرة بحضور الملك ** ، وفي عقدِ التحالفات، واقتسامِ المناصب، واقتناصِ المرعى الأخصب. فمتى سيكتشفون أن الحيـاة شيء آخر؟ خوسي لويس كُورّال، كاتب إسباني. _____ * تفادى الكاتب استعمال لفظ "مرضى". ** من طرف جمهورَي برشلونة والأتليتك، ذَوَيْ النزعة الاستقلالية، في نهاية بطولة كوبا دل رِيْ 2015.