المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الليبرالية

حرمان أو نيل آثم

صورة
مجتمعاتنا الآن تضعنا في مأزق. تضيّق عليك الطرق الشرعية لاقتناء مسكن، فتلجؤك للاقتراض المحرّم. وتسدّ عليك المنافذ الشرعية للاقتران، فتوقعك في الارتباط المحرّم. وبين الحاجة الفطرية للاستقرار والتأثم من خرم الإيمان، نعيش حياة متناقضة. والمعصوم منه عصمه الله.

الفجور السياسي، فريد الأنصاري

صورة

التبرج المسيس

 لقراءة وتحميل كتاب التبرج المسيّس ، تأليف عبد الله الوهيبي، هنــا .

X-Men وقبول الآخر

صورة
تحكي أفلام X-Men عن أناس متحولين جينيا لهم ملكات خارقة، يعانون من اضطهاد المجتمع لهم وعدم قبوله بهم؛ فيخوضون نضالا مدنيا للاعتراف بهم وانتزاع حقوقهم في المساواة الكاملة مع باقي المواطنين من البشر العاديين. نضالهم الحقوقي هذا يكسبهم تعاطفا، لكن لا زالت هناك معاداة لوجودهم ودعوة لإقصائهم. المشاهِد بالطبع يقف في صفهم، نظرا لكونهم مظلومين ولأنهم يقاومون الأشرار. هذا المبدأ الذي تقوم عليهم سلسلة Marvel، أي القبول بالآخر المختلف والتعايش معه واحتضانه... هو نفس المبدأ الذي، في الحيا ة الحقيقة، يدمج أطياف الشواذ ضمن الطبيعة العادية للبشر ويكفل لهم الانتماء الكامل للمجتمع، دون استنكار ولا تمييز ولا حرمان من الحقوق. والمجتمع الأمريكي ذاته، وفيه قطاعات متدينة أكثر من المجتمعات الأوروبية، منقسم في موقفه من أطياف الشواذ المتكاثرة، بين محافظين وليبراليين. مؤخرا احتجت فئة من أولياء أمور التلاميذ في أميركا على السماح للتلاميذ المتحولين جنسيا (أي أولئك الذين هم خارج التصنيف الفطري ذكر-أنثى) أن يستعملوا المراحيض مع أبنائهم. هذا المثال يبين كيف أن منتجات التسلية (سينما، ألعاب ال

مورغان فريمان جاء يعلمكم دينكم

صورة
شخصيا لا أفهم كيف يمكن أن أحترم معتقدات لا أومن بها؛ وعدم إيماني بها ليقيني ببطلانها. لا أرى كيف يمكن لوثني -مثلا- أن يحترم عقيدة التوحيد، والعكس. العلمانية هي فقط من تحترم، بزعمها، كلّ الديانات، لأنها في نظرها مستوية في الباطل. أما المؤمن، بالإسلام مثلا، فيحترم، أي يعظّم، دينه وشعائره لإيمانه بأنها الحق، ولا يصادر أن يمارس أصحاب العقائد الأخرى شعائرهم في معابدهم، لكن أن نطالب باحترام عقيدة، مثلا، أن المسيح ابن الله، فهذا متناقض. ومسألة أن كل الطرق التي اختارها البشر للتعبد هي صالحة وتستحق الاحترام كذلك غير مقبولة، فلا يستوي من عبد الشمس ومن يعبد رب الشمس والقمر سبحانه وتعالى.

اليوم العالمي المر للمرأة

صورة
كتب عبد الرحمن بودرع : خَدعوكِ بإحياءِ يومٍ لَك مرَّةً في كلّ عامٍ، ولولا الحَرجُ لاحتَفَوْا بكِ مَرّةً في العُمُرِ، وما احتفاؤُهم بكِ سوى كلماتٍ تُنثَرُ عليْك من هُنا وهناك، وبضْعِ أزهارٍ تُلْقى بينَ يديْكِ، مصيرُها إلى ذُبولٍ، صَبّوا عليكِ قَواريرَ عطرٍ ذَواتِ عَلاماتٍ تجاريّة عَلِموا أنّها مُحبّبةٌ إليْك، ورموْكِ بكلماتِ مدحٍ وثناءٍ وادّعاءِ حُسنٍ وجَمالٍ ورقّةِ طبعٍ وزيادةٍ في الإبداعِ والإحسانِ... وأنتِ تعلَمين أو تَجْهَلينَ أنّها أسماءٌ سمّوْكِ بها وصفاتٌ خادعةٌ ألبسوكِ إيّاها، زيّنوا لَك صورتكِ في مَراياهُم وتودّدوا إليكِ وبالَغوا وقَتلوا أنفسَهُم في ذلكَ حتّى أطربوكِ فرقصْتِ فَرحاً، سلَخوكِ من لباسِ الحياءِ وضَيّقوا على جسمِكِ بأسمالٍ كاشفاتٍ شبه ساتراتٍ، فازدادَ كلُّ ذئبٍ فيكِ طَمَعاً، فتوهَّمْتِ في نفسِكِ ما أوهَموكِ فيها، فصرتِ أمَةً لكلٍ خبيثٍ ماكرٍ ذي مالٍ، يا لفطْرتِكِ وبَراءَتك، خطَفوكِ وزجّوا بك في واجهاتِ عرضِ المَحلاّت والمَجلاّتِ فاتّخذوكِ مِعْرَضاً عَرَضوا بكِ تجارتَهُم وقدّموكِ في مهامّهم لينالوا الحُظوةَ والرّبحَ، ولم تَعْلَمي أنّهم استعْبَدوكِ

ماذا وراء برامج تقليص الإنفاق وإلغاء الدعم؟

برامج تقليص أو إلغاء الدعم الذي تقدمه الدولة ليس الهدف منه خفض عجز الميزانية، وإنما وراءه إرادة إفقار غير مصرّح بها، لكن الإجراءات تؤدي إليها. فلو أرادوا ترشيد النفقات لبدأوا بمنافذ عديدة لا تخفى تتسرب منها الأموال بلا طائل، فإذا احتيج بعد ذلك لمطابة الناس بتحمل بعض التقشف رضخوا مقتنعين بجدوى التضحية. لكن خفض الإنفاق على التعليم والصحة، وتحرير سوق الوقود، ورفع الدعم عن بعض أساسيات الغذاء، ورفع القيمة المضافة... إنما هو جزء من حزمة متكاملة يسمونها الإصلاح الهيكلي، لا نراه في الغالب على حقيقته بسبب تفرقه في الأخبار، ولأن تنفيذه يجري بالتدريج، فلا تكاد تنطفئ الأصوات المتذمرة من قرار فيه تضييق للمعيشة حتى يعلنوا عن التالي. ما يراد من هذا بعد مدة من توالي هذه "الإصلاحات" الهيكلية هو الوصول إلى نموذج للدولة لا تحتفظ فيه تقريبا بغير وظيفة الأمن وجباية الضرائب بعد رفع يدها عن الخدمات -كل الخدمات- وتفويتها للقطاع الخاص: ففي زمن ليس ببعيد، المدارس والمستشفيات والبريد والنقل والطاقة... في يد شركات تحتكر قطاعا كاملا أو تنافس غيرها فيه، لكن كل الخدمات بمقابل. وشيء من هذا ح

لا أحترم كل الاختيارات

للاستماع للنسخة الصوتية ، هنا . في ختام حلقة على قناة ٍ مغربية ناقشت أحد التكاليف الشرعية ، ألقت المذيعة العبارة الهادمة: "نحترم كل الاختيارات". أعلم أن العبارة لم تعد صادمة ولا مستهجَنة، ولا تستوحشها الآذان ولا تنفر منها النفوس. مع الأسف. فبعد مسيرة طويلة من ترويض "الرأي العام"، صار ما كان صادما - مألوفاً جدا ومستساغا، ولا يُتوقف عنده وليس محلَّ بحث؛ وبالمقابل، أصبحت مساءلة هذا المألوف هي التي تستثير الاستغراب. أما أنا فلا أحترم كل الاختيارات. ولا أحترم كل الآراء. ولا أحترم كل المعتقدات. ولا أحترم كل السلوكات. لأن من الاختيارات ما يودي إلى التهلكة؛ ومن الآراء الغبي وضيق الأفق والمغالي والمتحامل والمحابي؛ ومن المعتقدات ما هو بـاطل؛ ومن السلوكات المؤذي والمزعج والمقرف والسخيف. فعلى سبيل المثال، لا أحترم "خيار" الشذوذ الجنسي. ولا أحترم "رأي" الصهيونية. ولا أحترم الوثنية. ولا أحترم اللباس الفاضح. فلِمَ ينبغي لعاقل أن يحترم كل هذا الخليط، بلا تمييز ولا تفصيل؟ أم أن المقصود هو هذا بالضبط، أي التعبير المجمَل عن الاحترام ليدخل تحته كل شيء، الطيب