المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف التعليم

حكاية أستاذ مكلف بحراسة الامتحانات

كتب حنافي جواد : يتسلم استدعاءه متثاقلا، كأني بها الجمر "الأبيض" في يدهِ، ينتَابه خوفٌ "وجودي" من نوع خاص لا يدركه إلا الخوَاصّ، يقول في نفسه هل أغامر أو أترك الحبل على الغارب فلا أبالي؟! ألقت به رجلاه - بعد بحث دام كذا وكذا- في القاعة المعينة المُدونة في الاستدعَا، فإذا بالعيون "الأدبية" تفاجئه بنظرات ثاقبةٍ تقتحمُ كل شيء، حتّى الصخور. نظراتٌ صاعدة ونازلة، من "وجوه غريبة" تحسبها تستعدُّ لمباراةٍ نهاياتها مميتةٌ ! وهل سيصمد؟! وهل سيكون قادرا على تقمص شخصية "الخطير" "المرهب" في ساعتين أو ثلاث؟ فتَّشَ - هو - في حقيبته البيداغوجية (الذهنية) عسى أن يجد وصفة مُعِينَةً على المِحنِ، فقال في نفسه: هيهات هيهات، وهل تُصلح البيداغوجيا ما أفسد "العُهرُ ! يوزّع أوراق التحرير والمسودات، يلقي بها إلقاءً، حتى اذا بلغَ آخرَ مقعدٍ - وكان مهشما- رجع رويدا رويدا. يداهُ وراء ظهره، يُعيد الحِسابا ... إذ به يأخذ مقعدا مُطلا على النافذة الشرقية، متظاهرا بالتأمل في الطبيعة، أيُّ طبيعة ! فلا تقع عيناه إلا على المُهشمات م

سوء تفاهم ~ إدواردو ميندوثا

صورة
سوء تفاهم قصة طويلة تأليف: إدواردو ميندوثا العنوان الأصلي: El malentendido من كتاب: Tres vidas de santos سنة النشر: 2009       ترجمها من الإسبانية: محمد أنديش أنطولين كابراليس بيِّخيرو، الملقب بـالهزيل، وهو المولود في كنف ما سيُصطلح عليه لاحقا بأسرة مفككة، هرب من بعض المدارس وطُرِد من أخرى، بحيث لَمَّا دخل السجن، في عامه الواحد والعشرين، كان يجيد القراءة والكتابة، لكنه يجهل ما عدا ذلك. لم يكن يزدري الثقافة؛ ببساطة لم يسبق أن وجد لها أهمية أو فائدة. إلا أن موقفَه هذا لم يمنعه، داخل الحبس، من أن ينتهز إمكانيةَ تقصيرِ مدة العقوبة بحضوره لدوراتٍ تكوينية كان أساتذةٌ مُضَحُّون يُلقُونها بانتظام على الساكنة السجنية. لقد تحمّس أن ط ولين كابراليس لفكرة تقديم موعد الخروج، فسجّل نفسه في عدد من الدورات، ومن ضمنها دورة عن التحليل والإبداع الأدبيين، وهي الوحيدة التي استمر فيها لأزيد من يومين. كانت المكلَّفةُ بدروس الأدب امرأة في الرابعة والثلاثين من العمر، ضئيلةَ الحجم في بعض بدانة، ذاتَ وجه مستدير وضعيفة النظر، اسمها إِنيس فورنِيّوس. حاصلة على إج