اسمع كلام أمك (وكلام أبيك أيضا)
يحكي رئيس وزراء كندا الأسبق جان كريتيان، وهو الآن رجل تسعيني، كيف تعرف على زوجه، فيقول أنه كان إبان صباه ومراهقته مفرط الحركة، وأن أمه لاحظت أنه بعد تعرفه على ابنة جيرانهم أصبح سهل الطبع، فسعت الأم في التقريب بينهما، وهكذا اختارت له شريكة حياته لما يزيد عن ستة عقود. وتحكي كاتبة من أصل بولندي ناطقة بالإنجليزية كيف أن أمها لاحظت في وجهها تغيرا ما إلا أنها لم تستطع تفسيره. قالت لها أن ملامحها تغيرت، كأن عليها مسحة حزن، بعد أن بدأت الكاتبة العمل. وتسترسل الكاتبة كيف أن ما رأته والدتها كان صائبا، إذ تقول إن العمل في النظام الرأسمالي، وهي موظفة في مكتب كما يبدو، يسحب من إنسانية البشر الكثير. من المؤسف أنه لا يحضرني حالا موقف مشابه من مجتمعاتنا، لكن سأضيفها حالما يتوفر بمشيئة الله. إلا أن هذه الاستشهادات لا تخلو من فائدة، فمعلوم أن الشرع الإسلامي حفيّ بالوالدين، وهؤلاء أقوام من ثقافات مغايرة، ومع ذلك تطّرد مسألة بصيرة الأم. المقصود أن بصيرة الأم في أبناءها أكثر نفاذا من كل البشر الذين يعاملونهم طيلة حياتهم، والأرجح أن الأم قلما تخطئ في ذلك. وفي اتباع توجيهات الأم بركة، حتى وإن تبين لاحقا أن ا...