قبل المقاطعة: سنطرال كانت تسمي نفسها مرضعة المغاربة!

[كُتِبَ قبل المقاطعة]
"سنطرال مرضعة المغاربة كلهم"، هكذا ادعت الدعاية. فما المطلوب إذن: الولاء مثلا؟ ذاك رباط عاطفي ينشأ لو لم تقبض المُرضِعة أجرها عن كل قطرة حليب، أما أن تقول أن لها فضلاً -مع تقاضي الثمن- فمعناه أنها تمُنّ علينا، كأنما انعدم الحليب إلا من عندها.
ثم إن المغاربة لا يُسَلّمون لها بالإرضاع! فعدد لا يستهان به منهم شَبّ على حليب الماعز أو البقرة، إلا إذا كان ساكنوا البادية ليسوا ضمن عموم المغاربة؛ وعدد يربو على سابقه أرضعتهم أمهاتهم، بكل فخر.

ثم إن تلك الدعوى مفادها أيضا أن "جودة" أرضعت شعبا آخر! وقد تأخذ الحَمِيّة فئة كاملة فتقول: زودتنا بالحليب طول حياتنا "كولينور"، وتوغل سنطرال في السوق المحلي وليد الأمس فقط. وقد تذهب فئة أخرى أبعد من ذلك فتنفي الانتماء بالكلية، قائلة: يا عمي، لقد سُقِينا حليبا مستوردا من الضفة الأخرى!

إن بعض الشركات الضخمة لما يطول تواجدها في السوق، وتنزعح من تكاثر منافسيها، تلجأ لتسويق خطاب عن أفضليتها، خطاب احتكاري متفرعن يتماهى في هذه الحالة مع السلطة، ومقتضاه: أطعمناك وذريتك، ودخل ما صنعناه من الغذاء في تكوين نسيجك، فلا خروج لك عن اتباعنا والارتهان لنا، فنحن مصدر قُوتِك، فتعقل، ولا تُسَوِّلَن لك نفسك التهور فتكون من الجائعين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Blockbuster Movies: Entertainment and Indoctrination