اتفاقيات الاستخدام: نوافق عليها ولا نقرأها

كانت شركة للاتصالات تقدم لمشتركيها عرضا مجانيا، فلما دخلت لأنال نصيبي وجدت المقاعد المخصصة لذلك اليوم قد حُجزت. فبدا لي أن أقرأ اتفاقية المسابقة التي يتوجب الموافقة عليها كشرط للمشاركة. حسبتها أول الأمر صفحة واحدة، فإذا بها عقد متكامل، محرَّر بالفرنسية، لا يستثني ظرفا أو احتمالا إلا ذكره، وكأنما يتعلّق الأمر ببيع وشراء عقار مليوني؛ ومن ذلك حق الشركة في تغيير بنود الاتفاق متى شاءت من دون إعلام الطرف الآخر، ما يعني أنك جزءً من موافقتك يقع على أشياء غير مكتوبة ولا دراية لك بها؛ ومن ذلك أيضا -لاحظ- أن موافقة المشارك تمنحهم الحق في استخدام اسمه وصورته لأغراض ترويجية لمدة خمس سنوات من تاريخ المسابقة.

ما يُستفاد:

-إذا كانت هذه التبعات تلزَم المشترك في مسابقة لا تتعدى قيمتها دريهمات، فكيف بما هو أكبر منها؟

-إذا قرأنا اتفاقيات استخدام البرامج والمواقع، فالأغلب أن بعض موادها لن تعجبنا قد يصرفنا ذلك عن كثير من التطبيقات، بما فيها فيسبوك بالطبع.

-الشركات تحرّر عقودا لصالحها بالاستعانة بمختصين، والمستخدِم هو الطرف الأضعف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسباب: لا إهمال ولا تأليه