المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف Audio

التربية بالمنع

صورة
للاستماع : هنـا   ستيف جوبز ، مؤسس شركة آبل، كان يمنع أولاده من استخدام الآيباد. والمخرج ستيفن سبيلبرغ كان يوجه أبناءه لقراءة الكتب بدل مشاهدة التلفاز. مثالان عن نموذج في التربية، بغض النظر عن المآخذ والاستدراكات المحتملة، فإن ميزته أن ممارسة الآباء لسلطتهم في المنع والاختيار لذريتهم. وإذا كان صانع الشيء هو أعلم الناس به، فإن الشخصين المذكورين يدركان الآثار الذهنية المترتبة على الاستعمال غير المنضبط لما أنتجاه، وبناء عليه قرر كلاهما أن يجنب أطفاله ما يضر بنموهم في الجانب المذكور .

انتقاد اللاديني بالديني

صورة
اقتباس من كتاب سؤال الأخلاق لطه عبد الرحمن.

الجنرالات

صورة
للاستمـاع: هنـا "كان الجنرالات يهجعون إلى أسِرَّتِهم باكراً، وينهضون باكرا؛ دائما يغسلون أسنانهم بالفرشاة عقب كل وجبة، ويحلقون ذقونهم كل صباح. كل ما كان يتوجب عليهم فعلُه هو أن يجلسوا هناك في ناغانو ليضعوا خطط المعارك. أمر واحد يصدرونه كفيل بأن يُحرِّكنا -نحن المعرضين للمهالك على خطوط النار- كبيادق عبر رقعة شطرنج إلى مصيرنا القاتم. وَدِدْتُ لو أرى أحدَهم فقط معنا وسط الوحل. فلنا هنا قواعدنا الخاصة. لذلك ربما ينْـأَوْن عنا. وإذا ما ظهر أحدُهم، لسوف أرى كيف ترسله رصاصة سديدة إلى لائحة الذين سقطوا خلال القتال." ~هيروشي ساكورازاكا ، All You Need Is Kill

أوهام رومانسية (2) الكتب

صورة
للاستماع: هنـا ماذا يريد الذين يقولون إنهم يعشقون رائحة الكتب الورقية القديمة: أن يصابوا بضيق التنفس؟ فمعرفتي بالكتب المستعملة أن أوراقها مخزن للغبار والرطوبة. لكن هذا الوهم الرومانسي يدعو معتنقيه أن يشتاقوا للتمسح بالكتب المصفرة الرثة، التي، بزعمهم، تحكي قصص أصحابها السابقين، الذين تركوا بصماتهم على هوامشها وحواشيها. وهم آخر ضمن الموضوع هو ذاك الذي يدفع الشغوفين بالكتب (خاصة الشغوفات، لكن العدوى تنتشر) إلى نشر صور بألوان صباحية ناعسة أو مسائية حالمة يرقد فيها كتاب مفتوح جنب فنجان قهوة تعلوها رغوة، على اعتبار أن هذا يفتح شهية القراءة؛ لكن ما يحصل هو نقيض ذلك، معي على الأقل: أشتهي القهوة ولا أعبأ بالكتاب! هذا إذا افترضنا أن ملتقطة الصورة لم تتكرم بتسجيل حضورها داخل الإطار...

الفجور السياسي، فريد الأنصاري

صورة

X-Men وقبول الآخر

صورة
تحكي أفلام X-Men عن أناس متحولين جينيا لهم ملكات خارقة، يعانون من اضطهاد المجتمع لهم وعدم قبوله بهم؛ فيخوضون نضالا مدنيا للاعتراف بهم وانتزاع حقوقهم في المساواة الكاملة مع باقي المواطنين من البشر العاديين. نضالهم الحقوقي هذا يكسبهم تعاطفا، لكن لا زالت هناك معاداة لوجودهم ودعوة لإقصائهم. المشاهِد بالطبع يقف في صفهم، نظرا لكونهم مظلومين ولأنهم يقاومون الأشرار. هذا المبدأ الذي تقوم عليهم سلسلة Marvel، أي القبول بالآخر المختلف والتعايش معه واحتضانه... هو نفس المبدأ الذي، في الحيا ة الحقيقة، يدمج أطياف الشواذ ضمن الطبيعة العادية للبشر ويكفل لهم الانتماء الكامل للمجتمع، دون استنكار ولا تمييز ولا حرمان من الحقوق. والمجتمع الأمريكي ذاته، وفيه قطاعات متدينة أكثر من المجتمعات الأوروبية، منقسم في موقفه من أطياف الشواذ المتكاثرة، بين محافظين وليبراليين. مؤخرا احتجت فئة من أولياء أمور التلاميذ في أميركا على السماح للتلاميذ المتحولين جنسيا (أي أولئك الذين هم خارج التصنيف الفطري ذكر-أنثى) أن يستعملوا المراحيض مع أبنائهم. هذا المثال يبين كيف أن منتجات التسلية (سينما، ألعاب ال

تغوّل السلطة وسلبية المجتمع

صورة
إحدى أكثر اللحظات التي تبعث على الخشية في تاريخ أي بلد تحصل حينما يبدأ الناس بقبول أو استساغة إجراءات أو قوانين غير سوية إطلاقا ولا تجوز. في العادة تظهر شيئا فشيئا، ثم تأخذ في التسارع. والأولى لا تبدو أبدا ذاتَ بال -ولو كانت اعتباطية، وغير عادلة وبلا معنى-، ولهذا لا أحد يعترض عليها في الغالب. لكن يصعب تصديق أننا بعد هذا المسار الطويل لا نعرف أن الأولى تتبعها أُخر أسوأ، وأنه يجب التنديد بتلك [السا بقة]، مهما بدت بريئة، وألا نرضى بها. بهذا التدرج، ودون حتى أن ننتبه، يحدث تصعيد لمظالم وانتهاكات يتم تمريرها بسهولة، الواحدة تلو الأخرى؛ وبعد مدة نكتشف أن الوضع أصبح لا يطاق، لكن حينها يكون الأوان قد فـات. فثمة قضايا يعني فيها أدنى تساهل إعطاءَ السلطات حرية التصرف لتصل -دائما بالتدرج والخداع- إلى الذروة. ذروة الفساد. خافيير ماريّاس (كاتب إسباني).

قدوات فاسدة

صورة
إننا نلقِّن المعرفة، لكننا نفقد أهم نوع من التعليم لرقي الإنسان: التعليم الذي يُتلقى فقط من مجرد حضور شخص ناضج ومحِبّ. في عصور سابقة من ثقافتنا [الغربية]، أو في الصين والهند، كان الرجل الأحظى بالتقدير هو الشخص ذو الصفات الروحية المتفوقة. حتى المعلِّم لم يكن فقط، أو ليس في المقام الأول، مصدرا للمعرفة، ولكن كانت وظيفته أن يبث بعض التعاملات الإنسانية. بينما في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة -ونفس الشيء بنطبق على الاتحاد السوفياتي- الأشخاص المقدَّمون ليتم الإعجاب بهم وتقليدهم هم أي شيء باستثناء كونهم حمَلة صفات أخلاقية معتبَرة. أولئك هم المرصودون للاستحواذ على نظر الجمهور وإعطاء الإنسان العادي إشباعا متبدِّداً. نجوم السينما، مذيعو الراديو، كتاب المقالات، رجال أعمال أو ساسة؛ هؤلاء هم النماذج المقدَّمة للاحتذاء بها. ميزتهم الرئيسة هي أنهم تمكنوا من تصدّر عناوين الأخبار. إريك فروم ، The Art of Loving ، ص. 117. النص الإنجليزي: هنـا . للاستماع: هنـا .

التصالح مع النفس

صورة
للاستماع: هنـا . يُقدَّر للبعض أن يعيش في حالة قلق مستمرة، توتر، واضطراب ملازم، مع شعور بالتفاهة -وأحياناً- العار، تترافق هذه الأمور مع احتقار للذات، أو جلد مستمر لها. تتولد هذه الاعتقادات في النفس بسبب خطأ، أو خطيئة قديمة أو حديثة، وبسبب فشل متكرر حال دون المأمول، وبسبب رغبة وآمال طموحة مع قدرات محدودة، أو مع إرادة كسولة، وعجز غير مبرر، وبتأثير من العيش في الماضي، مع أحداثه المأساوية، وتجاربه القاسية. بمثل هذه المسببات وغيرها تتكوّن تلك الانعكاسات النفسية البائسة. يقال عادة لهذا الانسان: تصالح مع نفسك. ماذا يعني التصالح مع الذات؟ يعني الانسجام، والسلام الداخلي. التفهم، والقناعة، والتجاوز. يعني ترسيخ معاهدة تسامح وسلام أبدي مع النفس، بعد معارك طويلة وخاسرة، لأنها مع العدو الخطأ. مضامين التصالح تعتمد على إعادة تقويم شاملة للذات وبعيوبها وإخفاقاتها، والقبول المبدئي بها، لأنه ما من خيار سوى ذلك. فالإنكار والاحتقار والتعالي على الواقع الحقيقي لا يغيّر النتائج، وإنما يقوّض الطمأنينة، ويكرس التناقض مع النفس، ويسمح بتوالد العُقد والأزمات والكراهية المَرَضية، والتي تقعدك عن مواص

الترفّع عند مخاطبة البسطاء

صورة
للاستماع: هنـا يغلُب علينا حينما نتكلم مع أناس بسطاء شيء من الترفّع اللاواعي أو اللاإرادي، الذي ليس مصدره -بالضرورة- الكِبْر، وإنما الانطلاق من مسلّمة أننا في مأمن من تعاسة أولئك ومن حرمانهم ومن معاناتهم... وهذا خطأ مثله مثل الكبر، لأن منشأه الاعتقاد الواهم أننا نملك صحتنا أو غنانا أو ذكائنا أو أن وضعنا الاجتماعي محصن ضد التقلّب. الأولى استشعار المنة لله تعالى على فضله ومعافاته، وأنها بغير استحقاق منا، والشفقة على الخلق والإحسان إليهم بالمودة قبل المادة. وللقلوب أحوال دقيقة مثل هذه ينبغي ألا يُهمَل تفقدها .

وصية علي رضي الله عنه لكميل بن زياد

صورة

جمالية المشافهة (مقال وصوت)

صورة
يغلب علينا التأثر بالمشافهة، لا فرق في ذلك بين المتعلم والأمي، وبين المتعلم القارئ وغيره؛ وهذا ليس كلاما في سياق الذم. نتأثر بالخطاب الشفهي لما فيه من العاطفة المبثوثة في صوت المتكلم، في وقفاته، في تردده، في انتقاءه الآني للكلمات... لأن المشافهة تواصل حيّ، الأصل فيه أنه عفوي، تلقائي، مُرتجَل. والمكتوب له قيمته ووظيفته وتأثيره؛ ذلك لا يُنكَر. والتعبير الأدبي يصور مكنونات النفس بمصداقية، أو يطمح لذلك على الأقل. والمكتوب يتيح نظمَ الأفكار على مهلٍ، وبناءَ الترتيب المنطقي، وعرض الموضوع حسب الغرض والفئة المستهدَفة. ولا يُستغنى عن المكتوب، وليست هذه مفاضلة، وإنما إلماح بسيط إلى جمالية المشافهة. في المشافهة لا نكون صارمين في المطالبة بمضون فكري عميق ولا بغزارة المعلومات؛ في المشافهة نطلب أن نسمع صوت الآخر، الذي قد يصارح وقد يمارس التمويه، لكننا نثق في قدرتنا على كشفه، كما نثق في قدرتنا على التمييز بين الجد والهزل (والتجربة هي التي تثبت قدرتنا المزعومة أو تنفيها). التعبير الشفهي مَلَكَة مستقلة، تتغذى بالقراءة والكتابة، ولا تقترن بهما اقتران اشتراط، tقد يكون من لم يدخل ال

الاقتراب من الترجمات

صورة
للاستماع: هنـا   كثيراً ما يكون الاقتراب من المترجَمات محفوفا بالحذر والتشكّك، نظرا لتجارب سابقة مع قراءات أفسدتها ركاكة العبارة المنقولة إلى العربية. ينبغي للمترجم أن يتقن اللسان العربي مع إلمامه باللغة الأجنبية وثقافتها.

آية واحدة في اليوم

صورة
آية واحدة فقط، تقرأها عدة مرات خلال اليوم، تحفظها، تصلي بها؛ وقد تنشغل فتنسى، لكن إذا ذكرت تلوتها وتأملتها من جديد . وفي الغد نفس الشيء مع آية أخرى، إلى أن يمُنّ الله بحفظ القرآن كلّه. لا أقول إن الغرض من الآية في اليوم هو إتمام ستين حزبا، فذلك مسار آخر أكثر الناس يرجو المضي فيه... والآية في اليوم ليست بديلا، بل تضاف إلى ختماتك المعتادة. الآية في اليوم محاولة لإعمار القلب . وإذا سرت على هذا المنوال أياما ثم وجدت أن حفظك للآيات السابقة لم يعد قويا، فبإمكانك مراجعتها بالطبع، لكن حتى لو لم تفعل فستكون قد ربحت أنك عِشت يوما كاملا مع الآية، وأن شيئا من نورها لم يغادر القلب، ولو سهى الذهن عن استظهارها بلفظها . المبدأ المعمول به في الاقتصار على آية واحدة تكون مدار فكرك في اليوم الواحد هو أن الحفظ الذي طالما عُزِم على طلبه ثم فترت الهمة عنه قد تأخر، ومرّ زمن فلم يأت ولا تجددت الهمة له، واستغرقته الأشغال التي تعصف من كل اتجاه طلبا للاهتمام، وأجّلته الأعذار... فأن نغتنم القليل الممكن والمتاح والمتيسّر الآن، وإنعاش القلب بزاد الإيمان، خير من انتظار الكثير الكامل مع إغفال إرواء القلب بغذا