أوهام رومانسية (2) الكتب

للاستماع: هنـا
ماذا يريد الذين يقولون إنهم يعشقون رائحة الكتب الورقية القديمة: أن يصابوا بضيق التنفس؟
فمعرفتي بالكتب المستعملة أن أوراقها مخزن للغبار والرطوبة. لكن هذا الوهم الرومانسي يدعو معتنقيه أن يشتاقوا للتمسح بالكتب المصفرة الرثة، التي، بزعمهم، تحكي قصص أصحابها السابقين، الذين تركوا بصماتهم على هوامشها وحواشيها.
وهم آخر ضمن الموضوع هو ذاك الذي يدفع الشغوفين بالكتب (خاصة الشغوفات، لكن العدوى تنتشر) إلى نشر صور بألوان صباحية ناعسة أو مسائية حالمة يرقد فيها كتاب مفتوح جنب فنجان قهوة تعلوها رغوة، على اعتبار أن هذا يفتح شهية القراءة؛ لكن ما يحصل هو نقيض ذلك، معي على الأقل: أشتهي القهوة ولا أعبأ بالكتاب! هذا إذا افترضنا أن ملتقطة الصورة لم تتكرم بتسجيل حضورها داخل الإطار...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسباب: لا إهمال ولا تأليه