المشاركات

ماذا وراء برامج تقليص الإنفاق وإلغاء الدعم؟

برامج تقليص أو إلغاء الدعم الذي تقدمه الدولة ليس الهدف منه خفض عجز الميزانية، وإنما وراءه إرادة إفقار غير مصرّح بها، لكن الإجراءات تؤدي إليها. فلو أرادوا ترشيد النفقات لبدأوا بمنافذ عديدة لا تخفى تتسرب منها الأموال بلا طائل، فإذا احتيج بعد ذلك لمطابة الناس بتحمل بعض التقشف رضخوا مقتنعين بجدوى التضحية. لكن خفض الإنفاق على التعليم والصحة، وتحرير سوق الوقود، ورفع الدعم عن بعض أساسيات الغذاء، ورفع القيمة المضافة... إنما هو جزء من حزمة متكاملة يسمونها الإصلاح الهيكلي، لا نراه في الغالب على حقيقته بسبب تفرقه في الأخبار، ولأن تنفيذه يجري بالتدريج، فلا تكاد تنطفئ الأصوات المتذمرة من قرار فيه تضييق للمعيشة حتى يعلنوا عن التالي. ما يراد من هذا بعد مدة من توالي هذه "الإصلاحات" الهيكلية هو الوصول إلى نموذج للدولة لا تحتفظ فيه تقريبا بغير وظيفة الأمن وجباية الضرائب بعد رفع يدها عن الخدمات -كل الخدمات- وتفويتها للقطاع الخاص: ففي زمن ليس ببعيد، المدارس والمستشفيات والبريد والنقل والطاقة... في يد شركات تحتكر قطاعا كاملا أو تنافس غيرها فيه، لكن كل الخدمات بمقابل. وشيء من هذا ح

الترفّع عند مخاطبة البسطاء

صورة
للاستماع: هنـا يغلُب علينا حينما نتكلم مع أناس بسطاء شيء من الترفّع اللاواعي أو اللاإرادي، الذي ليس مصدره -بالضرورة- الكِبْر، وإنما الانطلاق من مسلّمة أننا في مأمن من تعاسة أولئك ومن حرمانهم ومن معاناتهم... وهذا خطأ مثله مثل الكبر، لأن منشأه الاعتقاد الواهم أننا نملك صحتنا أو غنانا أو ذكائنا أو أن وضعنا الاجتماعي محصن ضد التقلّب. الأولى استشعار المنة لله تعالى على فضله ومعافاته، وأنها بغير استحقاق منا، والشفقة على الخلق والإحسان إليهم بالمودة قبل المادة. وللقلوب أحوال دقيقة مثل هذه ينبغي ألا يُهمَل تفقدها .

وصية علي رضي الله عنه لكميل بن زياد

صورة

فارس في روما

صورة
يقول الخبر: تغطية تماثيل عارية في متحف الكابيتول الإيطالي خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني . يا ولد يا مؤمن ! شوف الورع والتقوى: رؤية منحوتات حجرية عارية لا تجوز، بينما وقف الرئيس "الروحاني" جنب نظيره الإيطالي تحت حوافر تمثال ماركو أوريليو ممتطيا حصانه. ثم ماحكم قتل الأحياء الأبرياء (ومنهم الأطفال)، في ملته، في سورية؟ وقّع الجانبان على عقود قيمتها ثمانية عشر مليار دولار. حرب التصريحات والتهويل الكلامي بين الجمهورية الشيعية والغرب لا تحجب حقيقة التوافق على المصالح بينهما. حتى إذا كانت إيران عدوا للغرب حقا، فإنها "عدو" مدلل. حسن روحاني مع ماطيو رينزي.

السويد واللاجئون

صورة
يقول الخبر إن لاجئا في السويد طعن عاملة في مركز إيواء فقتلها. عقب الحادث أعلن رئيس الوزراء عن تعزيز صفوف الشرطة بأعداد إضافية. هذا منطق متكرر في كثير من البلدان: حادثة تجتذب تعاطف الرأي العام، بعدها قرار حكومي صارم لمواجهة المشكلة، يبدو كإجراء ضروري وسببه الأزمة الراهنة وقد يكون معدا مسبقا وأتى أوانه المناسب الذي يجعله مستساغا بل مطالبا به بإلحاح بعد أن كان ربما موضع خلاف بين الفريقين الحاكم والمعارِض. عاقبة أخرى للحادث هي تغيير مزاج الرأي العام بخصوص موضوع اللاجئين، من الترحاب إلى الحذر والتخوف. إضافة، 28 يناير: السويد ستطرد ما بين 60 ألف لاجئ إلى 80 ألفًا. إضافة، 31 يناير: "ملثمون" يعتدون على مهاجرين في السويد. الخبر على قناة سي إن أن

جمالية المشافهة (مقال وصوت)

صورة
يغلب علينا التأثر بالمشافهة، لا فرق في ذلك بين المتعلم والأمي، وبين المتعلم القارئ وغيره؛ وهذا ليس كلاما في سياق الذم. نتأثر بالخطاب الشفهي لما فيه من العاطفة المبثوثة في صوت المتكلم، في وقفاته، في تردده، في انتقاءه الآني للكلمات... لأن المشافهة تواصل حيّ، الأصل فيه أنه عفوي، تلقائي، مُرتجَل. والمكتوب له قيمته ووظيفته وتأثيره؛ ذلك لا يُنكَر. والتعبير الأدبي يصور مكنونات النفس بمصداقية، أو يطمح لذلك على الأقل. والمكتوب يتيح نظمَ الأفكار على مهلٍ، وبناءَ الترتيب المنطقي، وعرض الموضوع حسب الغرض والفئة المستهدَفة. ولا يُستغنى عن المكتوب، وليست هذه مفاضلة، وإنما إلماح بسيط إلى جمالية المشافهة. في المشافهة لا نكون صارمين في المطالبة بمضون فكري عميق ولا بغزارة المعلومات؛ في المشافهة نطلب أن نسمع صوت الآخر، الذي قد يصارح وقد يمارس التمويه، لكننا نثق في قدرتنا على كشفه، كما نثق في قدرتنا على التمييز بين الجد والهزل (والتجربة هي التي تثبت قدرتنا المزعومة أو تنفيها). التعبير الشفهي مَلَكَة مستقلة، تتغذى بالقراءة والكتابة، ولا تقترن بهما اقتران اشتراط، tقد يكون من لم يدخل ال

رضيع في البرلمان الإسباني

صورة
النائبة كارولينا بيسكانسا عن حزب بوديموس اليساري حضرت أولى جلسات البرلمان الإسباني الجديد مصطحبة طفلها الرضيع البالغ من العمر ستة أشهر. يُذكر أنه يدور في البلد الإيبيري نقاش عام دائم حول التوفيق بين عمل المرأة ووظيفتها. الرضيع دييغو يتعرف على زملاء والدته في البرلمان.