المشاركات

السبيل إلى صفو وداد الناس

صورة
للاستماع لهذا الاقتباس: هنــا من كتاب ' روضة العقلاء ونزهة الفضلاء '، لابن حبان، ص. 71

الاستماع للموسيقى يمنع الاستمتاع بالقرآن

صورة
كتب قيس الخياري : الحكمة من تحريم سماع المعازف هي كونه يُنشئ في القلب نشوة ويُحدِث طربًا يمنع الاستمتاع بالقرآن ؛ فإنّها تعمل في منطقة سماع واحدة في القلب بما يتنافر معه السّماعان لطبيعة التّضادّ بينهما، ولذا لا يكاد يوجد من ( دأبه ) الاستمتاع بسماع هذا وهذا معًا؛ فمن كان هواه في سماع القرآن يجد قلبه ينفر من سماع المعازف ويدفع حلاوتها بما غلب على قلبه من حلاوة القرآن، وبالعكس من كانت هوايته سماع المعازف تراه لا يجد للقرآن حلاوة ولا يحرّك فيه كلام الله ما يحرّكه في القلوب السّليمة والفطر المستقيمة ، بل تراه ينفر منه ويتأذّى عند سماعه حتّى ربّما ظنّ الجاهل أنّ به عارضًا من الجنّ أو مسّا، وليس به في الواقع إلّا مرض في القلب بسبب ما أشربه من سماع الموسيقى والانتشاء بها. انتهى كلامه. وهذه شهادة لامرأة غير مسلمة تحكي هجرها سماع الموسيقى بعدما رصدت آثارها السلبية على مزاجها  وتوقعاتها في الحياة.

الخروج من العجز

صورة
للاستمـاع: هنــا سُئِل أحدهم إن كان ينوي أن يفعل طاعة معينة –ولتكن حفظ القرآن- فأجاب: "حتى أكون أهلا لها"، يقصد أن يكون أكثر استقامة. وفسر آخر سبب قلة خروجه بضعف اهتدائه في الطرقات ودرايته بالشوارع. الواقع أن سبب عدم الإقدام على الفعل في الحالتين هو نتيجة لعدم الفعل، بمعنى أن عدم الترقي الإيماني الذي يجعله صاحبه مانعاً من حفظ القرآن هو نتيـجة لعدم مباشرته للحفظ، فلو بدأ بالحفظ لوجد أن إيمانه يزداد؛ وكذلك، لو واظب الثاني على الخروج لقويت ملكة الاسترشاد المكاني عنده ولترسخت خارطته الذهنية ولتوسعت. باختصار، الموانع لم تنشأ من فراغ، وإنما التعلم بالممارسة. كتب وليام هازليت، الناقد الإنجليزي: "من لا يفعل شيئا يجعل نفسه عاجزاً عن القيام بأي شيء؛ لكننا بينما نباشر أي عمل، فإننا نؤهل أنفسنا ونجهّزها لتغدو أقدرَ على تناول عمل آخر". فترك الفعل له أثر، فهو يورث العجز عن الفعل (خاصة مع طول الأمد)، وهذه النتيجة تصير بدورها مقعِدة عن الفعل، وهكذا تنغلق الدائرة ما لم يكسرها من وقع فيها.

لو آمنت بالله - من وحي قلم الرافعي

صورة
للاستماع: هنـا نِعْمَ أخو الإسلام أنتَ، فاستعِذْ بالله من خذلانه، فإنه ما خذلك إلا وضْعُك نفسَك بإزاء لله تعارِضه أو تجاريه في قدرته، فيَكِلك إلى هذه النفس، فتنتهي بك إلى العجز، وينتهي العجز بك إلى السخط، ومتى كنت عاجزًا ساخطًا، محصورًا في نفسك موكولًا إلى قدرتك، كنت كالأسد الجائع في القفر، إذا ظنَّ أن قوَّته تتناول خَلْق الفريسة؛ فيدعو ذلك إلى نفسك اليأس والانزعاج والكآبة؛ وأمثالها من هذه المُهلكات تقدح في قلبك الشكَّ في لله، وتُثبت في روعك شرَّ الحياة، وتُهدي إلى خاطرك حماقات العقل، وتقرِّر عندك عجز الإرادة؛ فتنتهي من كل ذلك ميتًا قد أزهقتْكَ نفسُك قبل أن تُزهقها! ولو كنتَ بدل إيمانك بنفسك قد آمنت بالله حق الإيمان، لسلَّطك لله على نفسك ولم يسلِّطها عليك؛ فإذا رمَتْك المطامع بالحاجة التي لا تقدر عليها، رميْتَها من نفسك بالاستغناء الذي تقدر عليه؛ وإذا جاءتك الشهوات من ناحية الرغبة المقبلة، جئتَها من ناحية الزهد المنصرف، وإذا ساورتْكَ كبرياء الدنيا أذللتها بكبرياء الآخرة. وبهذا تنقلب الأحزان والآلام ضروبًا من فرح الفوز والانتصار على النفس وشهواتها، وكانت فنونًا

عاش ومات بيننا ولم يسمعها منا

صورة
كاتب أجنبي أقام سنوات بين المسلمين حتى تُوفي، وكان له جيران من عامتهم وزيارات من مثقفيهم، فهل سمع من هؤلاء وأولئك كلاما عن الإسلام؟ أكثر من ذلك، هل خطر لأحد ممن التقاه أن يُسمِعه شيئا من ذلك؟ قد يقال: "الرجل كان قارئا وعلى اطلاع، وبالطبع عرف الإسلام". وقد يقال: "وما جدوى الكلام؟ المطلوب أن يرى أخلاق المسلمين". كلا الاعتراضين وجيهان، لكن السؤال: هل التعريف بالإسلام يخطر على بال المغاربة الذين التقى الرجل فئات منهم؟ وبعد ذلك، أمثال هذا يزورهم المهتمون بالأدب والترجمة، فلماذا لا يزورهم من يحملون همّ بلاغ الرسالة؟ خوان غويتيصولو، كاتب إسباني عاش ومات في مراكش

حكاية أستاذ مكلف بحراسة الامتحانات

كتب حنافي جواد : يتسلم استدعاءه متثاقلا، كأني بها الجمر "الأبيض" في يدهِ، ينتَابه خوفٌ "وجودي" من نوع خاص لا يدركه إلا الخوَاصّ، يقول في نفسه هل أغامر أو أترك الحبل على الغارب فلا أبالي؟! ألقت به رجلاه - بعد بحث دام كذا وكذا- في القاعة المعينة المُدونة في الاستدعَا، فإذا بالعيون "الأدبية" تفاجئه بنظرات ثاقبةٍ تقتحمُ كل شيء، حتّى الصخور. نظراتٌ صاعدة ونازلة، من "وجوه غريبة" تحسبها تستعدُّ لمباراةٍ نهاياتها مميتةٌ ! وهل سيصمد؟! وهل سيكون قادرا على تقمص شخصية "الخطير" "المرهب" في ساعتين أو ثلاث؟ فتَّشَ - هو - في حقيبته البيداغوجية (الذهنية) عسى أن يجد وصفة مُعِينَةً على المِحنِ، فقال في نفسه: هيهات هيهات، وهل تُصلح البيداغوجيا ما أفسد "العُهرُ ! يوزّع أوراق التحرير والمسودات، يلقي بها إلقاءً، حتى اذا بلغَ آخرَ مقعدٍ - وكان مهشما- رجع رويدا رويدا. يداهُ وراء ظهره، يُعيد الحِسابا ... إذ به يأخذ مقعدا مُطلا على النافذة الشرقية، متظاهرا بالتأمل في الطبيعة، أيُّ طبيعة ! فلا تقع عيناه إلا على المُهشمات م

أعظم سبب لتحصيل اليقين

صورة
اليقين أصل وسائر المقامات الشريفة والأخلاق المحمودة والأعمال الصالحة من فروعه وثمراته؛ والأخلاق والأعمال تابعة لليقين قوةً وضعفا وصحة وسقما. [...] اليقين يقوى ويحسن بأسباب. منها، وهو الأصل الذي عليه المدار، أن يصغي العبد بقلبه وأذنه إلى استماع الآيات والأخبار الدالة على جلال الله تعالى وكماله وعظمته وكبريائه وانفراده بالخلق والأمر والسلطان والقهر، وعلى صدق الرسل وكمالهم وما أُيّدوا به من المعجزات وما حلّ بمعانديهم من أنواع العقوبات، وما ورد في اليوم الآخِر من إثابة المحسنين ومعاقبة المسيئين؛ وإلى كون هذا الأمر كافٍ في إفادة اليقين، الإشارة بقوله تعالى: {أَوَلم يكفِهِم أنّا أنزلنا عليك الكتابَ يُتلى عليهم}. ~الإمام الحداد، رسالة المعاونة. لذا عند سماع القرآن وتلاوته ينبغي الوقوف مع الآيات التي تذكر عظمة الله تعالى وتدبيره لكونه؛ وصلوات التراويح مناسبة عظيمة لهذا الإصغاء الذي يحصل به اليقين. نبّه على هذا المعنى سلطان العميري في منشوره الآتي: