المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف المغرب

اندماج

حلق اللحية؛ قص بعض شعره، وصبغ خصلاته الباقية؛ ارتدى سروالا ممزقا من الركبتين، وقميصا عليه شخبطة أعجمية؛ شرّع نوافذ السيارة، ورفع صوت الموسيقى. تعمد المرور على مرآى من "إخوانه" السابقين.

لسنا مجرد مستهلكين

صورة
الدكاكين القديمة في الأحياء المغربية بدأت تنقرض مع ظهور المتاجر الكبرى. لسنا مجرد مستهلكين؛ فعل الشراء يخضع، كسائر أفعال الإنسان، للتقويم الأخلاقي، فقد يكون حسنا أو سيئا. فمعلوم أن ابتياع كميات تفيض عن حاجة البيت من سلعة سريعة التلف ستنتهي في النفايات. ومعلوم أن الإنفاق من طعامنا المفضل يفضُل الإنفاقَ العادي . كذلك أقترح أن نقصد نوعا من التضامن أثناء التسوق، وذلك بتفضيل التعامل مع البقالات الصغيرة، المتواجدة غالبا في الأحياء السكنية، لأن كل محل منها يعيل أسرة. وفي الظروف الراهنة، حيث تفتح محلات ضخمة في أرجاء المدينة، التجار الصغار مهددون بالكساد على أقل تقدير . الأسواق الكبرى ضُخَّت فيها رؤوس أموال هائلة، وتعاملاتها اليومية بالملايين، كما أنها تجلب البضائع بالأطنان فهوامش ربحها واسعة، لذا فلا خوف عليها من الإفلاس، بينما الدكاكين التي في الجوار تعتمد على حركية الجيران للرواج والانتعاش . صمود التجارات الصغيرة يعتمد على أين نضع نقودنا، وتصرفنا المالي محكوم بدوره بالاعتبارات الأخلاقية .

الجائزة الكبرى

صورة
ربحت الجائزة الكبرى فكانت وبالا عليَّ، ولم أهنأ بها. طاردني اللصوص، وتجار المخدرات، ومقاولو العقارات، وأصحاب الحانات والمواخير، وأعضاء المجالس البلدية، ومديرو المصارف... وترصّدوني في كل ركن قد أطلّ منه حتى ضاقت المدينة عليّ، وتعذر عليّ مغادرتها، فالدعاية نشرت صورتي بأكبر الأحجام، وما من راكب في المواصلات أو صاحب سيارة أو سائق شاحنة أو شرطي في الحواجز المرورية إلا ويحفظ سحنتي، ولن يفلتني إذا وقعت في يده إلا وقد اقتادني قسرا إلى دار القمار ليصرفوا له المكافأة الموعودة لمن يأتي بي. حتى الأقارب الأباعد، الذين كانوا يستقذرونني، تأهبوا ليعرضوا عليّ بناتهم. كنت أعيش هانئا ولو على ضنك، منسيا منبوذا لا يؤبه لي ولا أُفتَقد، أتدبّر لقمتي وأقتسم ما فاض عن حاجتي مع المتشردين والقطط والكلاب، ثم أطَّرح آخر النهار مكدودا. إلى أن زين لي التائهون سراب لعبة الحظ والأرباح، وإن كانوا أنفسهم لم يجنوا شيئا منها، لكن جعبتهم مليئة بأخبار المحظوظين الذين اغتنوا في لمح البصر. فأصبحت خائفا قلقا بعد اطمئنان ودعة، أفزع من الليل أتلمس جيبي وأتحسس الورقة المشؤومة، وأفر بلا قرار من الطامعين. واستغربوا

رسالة إلى فتاة نزعت الحجاب

صورة
تحية، وبعد؛ فقد أسِفتُ لَمّا رأيتكِ قد خلعت حجابك، وحذفت الصور التي كانت تشهد بارتدائك له يوما ما، كأنما تلك كانت شخصا غيرك، ساذجة، وديعة، بينما أنت الآن متوثبة لالتهام العالم ولكسر من يحاول إقناعك بغير السفور. لك قراءات أجنبية، لكني أخمّن أن الأثر الأكبر في التحول كان بإيعاز أو تشجيع من رفقاء الدراسة مثلا، والانضمام لبيئة صاغت اللغةُ الأجنبية ثقافتَها ظرف ضاغط على من لها هيئة الاحتشام ودأْبها التحفظ في العلاقات. والدك منفتح، هكذا أخمن أيضا، ولا يجبرك على شيء، ويدعم اختيارك مهما كان. هو أهداك كتبا أجنبية في مناسباتك السعيدة، وإذا عدتِ يوما لحجابك فسيشتري لك منديلا أنيقا للرأس. في الحقيقة، أنا لا أعرفك معرفة شخصية، وإنما فقط من خلال منتدى الكتب الذي كنا نشارك فيه؛ ومع ذلك فقد أسِفت للمنحى الذي اتخذتِه أكثر مما أسفت لنفس الصنيع عندما تجرأت عليه فتاتان رأيتهما في الواقع تعملان في متجرين؛ هما على الأغلب يحملان همَّ الزواج وارتأتا أن تُقْدِما على ما ظنتا أن ييسر لهما مبتغاهما، فتفسير سلوكهما بسيط، وإن كنت لا أُقِرُّه؛ هما لا يستهينان بالحجاب، ولا يعظِّمانه كذلك: قطعة قماش تُوض