قارئة غير عادية، ألان بنيت

رواية "قارئة غير عادية" لـ آلان بنيت، حكاية عن ملكة بريطانيا وقد شُغِفَت بالقراءة، وانزعاج البلاط من ذلك والتغيرات التي تمر بها. فمن ذلك أنها تهمل البروتوكول؛ وتطالع صفحات أدباء سبق لها أن قلّدتهم أوسمة ولم تكن قلة لباقتهم في الحديث خلال مقابلتها الشخصية لهم توحي بأن قرائحهم تفتقت عن كل تلك الكلمات، أو ربما لأن هيبتها منعتهم كالمعتاد أن يكونوا على سجيتهم بحضرتها...

في الرواية نكت ودعابات ذكية اشتهر بمثلها الأدب الإنجليزي الساخر. ومعلوم أن تفاصيل حباة أفراد الأسرة الملكية عندهم مثارُ فضول من قبل الجمهور والصحافة الصفراء، وكثيرا ما يصدر خدم القصر السابقون (طباخون أو سائقون أو مروّضو خيول...) كتبا يروُون فيها مشاهداتهم داخل الأسوار.

وبما أن الكتب هي موضوع الرواية، فقد امتلأت بإشارات كثيرة لأدباء إنجليز أجهل بعضهم. قرأت الترجمة الإسبانية، وسأنقل هنا أسطرا يسيرة.

"ما يثير الفضول حول [الروائي الفرنسي] مارسيل بروست هو أنه كان عندما يغمس قطعة البسكويت في الشاي، يتذكر قصة حياته كاملة. ففي نهاية روايته [البحث عن الزمن الضائع]، يراجع الراوي، مارسيل، قصة حياة لم تكن حافلة بالأحداث ويقرر أن يكفّر عنها بتأليف الرواية التي فرغنا لتونا من قراءتها، وفي أثناء ذلك ينفض الغبار عن ذكريات طمرتها السنون."

"[الملكة:] -إذا ما قرأنا كتابا، فإننا نكمله؛ هكذا علّمونا. الكتب، والخبز والزبدة، والبطاطا المهروسة: ينغي ألا نترك شيئا في الطبق. هذه كانت على الدوام فلسفتنا."

"لا يستوي أن تتلقى درساً وأن تقرأ. بل إن الأول نقيض القراءة؛ فهو موجَز، محدّد، هادف. أما القراءة فمبعثرة، مشتتة، محفِّزة. تلقي الدرس يحسم الموضوع، والقراءة تطرحه."

"بعدما اكتشفت صاحبة الجلالة متعة القراءة، أُولِعت بنقلها للآخرين.
-هل تقرأ، يا سامرز؟ -سألت السائق في الطريق نحو ساوثهامبتون.
-القراءة، يا سيدتي؟
-كتباً؟
-حين تسنح الفرصة، سيدتي. ولا أجد الوقت تقريبا."

"اكتشفت أن كل كتاب يأخذ إلى الذي يليه، فتنفتح أبواب حيثما ولّت نظرها، وأن الأيام ليست طويلة بما يكفي لتقرأ كل ما تشاء."
وفي الختام، كما هو طبيعي، أوصلتها القراءة إلى الكتابة:

"الآن وقد كانت وحدها، صارت تناجي نفسها لفترات أطول وتخطّ ما يعنّ لها، فتضاعفت كرّاساتها واتسعت موضوعاتها. 'مفتاح السعادة ألا تعتقد أنك تحظى بحقوق تمتاز بها من دون الناس.' ثم ذيّلت الصفحة: 'وليس هذا من الدروس التي أُتيح لي تعلّمها'."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Blockbuster Movies: Entertainment and Indoctrination