المشاركات

أهمية المحفوظات

ينبغي أن يكون لنا رصيد من المحفوظات الدينية والأدبية نتعاهده. جاء في مقال بالغارديان عن اعتمادنا شبه الكامل على استقاء المعلومات من غوغل طيلة الوقت وإهمالنا المتزايد للذاكرة: "بما أن الحصول على المعلومات صار سهلا وسريعا عبر الشبكة، فإننا لا نولي أهمية لاكتساب المعلومات بقدر ما نوليها للفهم والابتكار. تكمن المشكلة في أن ملكة استنباط الروابط بين المعلومات تنبني على أن نكون قد خزنا المعلومات عندنا كمعرفة لنتمكن من استدعائها في الحال ساعة التفكير. حتى توصل أدمغتنا مباشرة بالإنترنت، من الشاق أن نبحث عن كل موضوع إذا احتجنا للتفكير فيه." لهذا ينبغي أن نحمل معنا نصيبا من المعرفة، ولا سبيل لهذا إلا بتنشيط الذاكرة والقدرة على الاستنغاء (شبه الكامل) عن الأجهزة. إضافة: هل حفظ القصائد الشعرية أمر مطلوب لمن يريد أن يتعمق في دراسة الادب واللغة أم يكتفي بمجرد القراءة؟ جواب أبي قيس محمد رشيد : حفظُ القصائد أمرضروري لأنه ستحتاج إلى إحضار القصيدة على بالك، ثم إلى إجرائها على لسانك في يُسر، فإذا صارت القصيدة تجري على لسانك من شدة حضورها في صدرك تحولت جهودك الذهنية والمهارية إلى

تغوّل السلطة وسلبية المجتمع

صورة
إحدى أكثر اللحظات التي تبعث على الخشية في تاريخ أي بلد تحصل حينما يبدأ الناس بقبول أو استساغة إجراءات أو قوانين غير سوية إطلاقا ولا تجوز. في العادة تظهر شيئا فشيئا، ثم تأخذ في التسارع. والأولى لا تبدو أبدا ذاتَ بال -ولو كانت اعتباطية، وغير عادلة وبلا معنى-، ولهذا لا أحد يعترض عليها في الغالب. لكن يصعب تصديق أننا بعد هذا المسار الطويل لا نعرف أن الأولى تتبعها أُخر أسوأ، وأنه يجب التنديد بتلك [السا بقة]، مهما بدت بريئة، وألا نرضى بها. بهذا التدرج، ودون حتى أن ننتبه، يحدث تصعيد لمظالم وانتهاكات يتم تمريرها بسهولة، الواحدة تلو الأخرى؛ وبعد مدة نكتشف أن الوضع أصبح لا يطاق، لكن حينها يكون الأوان قد فـات. فثمة قضايا يعني فيها أدنى تساهل إعطاءَ السلطات حرية التصرف لتصل -دائما بالتدرج والخداع- إلى الذروة. ذروة الفساد. خافيير ماريّاس (كاتب إسباني).

مورغان فريمان جاء يعلمكم دينكم

صورة
شخصيا لا أفهم كيف يمكن أن أحترم معتقدات لا أومن بها؛ وعدم إيماني بها ليقيني ببطلانها. لا أرى كيف يمكن لوثني -مثلا- أن يحترم عقيدة التوحيد، والعكس. العلمانية هي فقط من تحترم، بزعمها، كلّ الديانات، لأنها في نظرها مستوية في الباطل. أما المؤمن، بالإسلام مثلا، فيحترم، أي يعظّم، دينه وشعائره لإيمانه بأنها الحق، ولا يصادر أن يمارس أصحاب العقائد الأخرى شعائرهم في معابدهم، لكن أن نطالب باحترام عقيدة، مثلا، أن المسيح ابن الله، فهذا متناقض. ومسألة أن كل الطرق التي اختارها البشر للتعبد هي صالحة وتستحق الاحترام كذلك غير مقبولة، فلا يستوي من عبد الشمس ومن يعبد رب الشمس والقمر سبحانه وتعالى.

قدوات فاسدة

صورة
إننا نلقِّن المعرفة، لكننا نفقد أهم نوع من التعليم لرقي الإنسان: التعليم الذي يُتلقى فقط من مجرد حضور شخص ناضج ومحِبّ. في عصور سابقة من ثقافتنا [الغربية]، أو في الصين والهند، كان الرجل الأحظى بالتقدير هو الشخص ذو الصفات الروحية المتفوقة. حتى المعلِّم لم يكن فقط، أو ليس في المقام الأول، مصدرا للمعرفة، ولكن كانت وظيفته أن يبث بعض التعاملات الإنسانية. بينما في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة -ونفس الشيء بنطبق على الاتحاد السوفياتي- الأشخاص المقدَّمون ليتم الإعجاب بهم وتقليدهم هم أي شيء باستثناء كونهم حمَلة صفات أخلاقية معتبَرة. أولئك هم المرصودون للاستحواذ على نظر الجمهور وإعطاء الإنسان العادي إشباعا متبدِّداً. نجوم السينما، مذيعو الراديو، كتاب المقالات، رجال أعمال أو ساسة؛ هؤلاء هم النماذج المقدَّمة للاحتذاء بها. ميزتهم الرئيسة هي أنهم تمكنوا من تصدّر عناوين الأخبار. إريك فروم ، The Art of Loving ، ص. 117. النص الإنجليزي: هنـا . للاستماع: هنـا .

المعاني الإسلامية ليست للغناء

لا يعجبني فتح البيوت لقناة طيور الجنة، التي تحت عنوان خرافات الأنشودة الهادفة والترفيه الملتزم تبشّر بصعود جيل يطرب للنغم ويتدين به. ولا غرابة من حصول هذا الأخير، فهو واقع: ألا ترى أن الإقبال على أمثال ماهر زين يشبع رغبة في الانتماء لصورة أنيقة للإسلام مقبولة غربيا، حيث لا حرمان من اهتزاز القلب على إيقاع الوتر مع التذرع بمدح من جلّ مقامه عن ذلك، صلى الله عليه وسلم؟ ولا يقال إن الهدف نبيل، لأنه لا فصل بين الوسيلة التي تبث الرسالة ومضمون الرسالة، The medium is the message كما شاع على لسان الدارس لوسائل الاتصال مارشال ماكلوهان. المعاني الإسلامية لا تصلح للغناء، لأنها مادة التعبد. ليس كلاما في سياق التحريم، فالحكم الشرعي يُسأل عنه أهل الاختصاص. ما أعرفه أن اعتيادَ القلب للنغم يؤدي إلى تبلّد الشعور؛ وما التدين إلا تجربة وجدانية؟ وما الذي يبقى من توجّه القلب إلى مولاه رغباً ورهباً إذا كان لا يتحرك بغير تحريض من الوتر؟ كيف يخلُص للقلب استشعاره لمعنى أن يرضى بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وقد ألقى سمعَه لمن تسلط على هذا المعنى الوارد في صحيح أذ

اليوم العالمي المر للمرأة

صورة
كتب عبد الرحمن بودرع : خَدعوكِ بإحياءِ يومٍ لَك مرَّةً في كلّ عامٍ، ولولا الحَرجُ لاحتَفَوْا بكِ مَرّةً في العُمُرِ، وما احتفاؤُهم بكِ سوى كلماتٍ تُنثَرُ عليْك من هُنا وهناك، وبضْعِ أزهارٍ تُلْقى بينَ يديْكِ، مصيرُها إلى ذُبولٍ، صَبّوا عليكِ قَواريرَ عطرٍ ذَواتِ عَلاماتٍ تجاريّة عَلِموا أنّها مُحبّبةٌ إليْك، ورموْكِ بكلماتِ مدحٍ وثناءٍ وادّعاءِ حُسنٍ وجَمالٍ ورقّةِ طبعٍ وزيادةٍ في الإبداعِ والإحسانِ... وأنتِ تعلَمين أو تَجْهَلينَ أنّها أسماءٌ سمّوْكِ بها وصفاتٌ خادعةٌ ألبسوكِ إيّاها، زيّنوا لَك صورتكِ في مَراياهُم وتودّدوا إليكِ وبالَغوا وقَتلوا أنفسَهُم في ذلكَ حتّى أطربوكِ فرقصْتِ فَرحاً، سلَخوكِ من لباسِ الحياءِ وضَيّقوا على جسمِكِ بأسمالٍ كاشفاتٍ شبه ساتراتٍ، فازدادَ كلُّ ذئبٍ فيكِ طَمَعاً، فتوهَّمْتِ في نفسِكِ ما أوهَموكِ فيها، فصرتِ أمَةً لكلٍ خبيثٍ ماكرٍ ذي مالٍ، يا لفطْرتِكِ وبَراءَتك، خطَفوكِ وزجّوا بك في واجهاتِ عرضِ المَحلاّت والمَجلاّتِ فاتّخذوكِ مِعْرَضاً عَرَضوا بكِ تجارتَهُم وقدّموكِ في مهامّهم لينالوا الحُظوةَ والرّبحَ، ولم تَعْلَمي أنّهم استعْبَدوكِ

التصالح مع النفس

صورة
للاستماع: هنـا . يُقدَّر للبعض أن يعيش في حالة قلق مستمرة، توتر، واضطراب ملازم، مع شعور بالتفاهة -وأحياناً- العار، تترافق هذه الأمور مع احتقار للذات، أو جلد مستمر لها. تتولد هذه الاعتقادات في النفس بسبب خطأ، أو خطيئة قديمة أو حديثة، وبسبب فشل متكرر حال دون المأمول، وبسبب رغبة وآمال طموحة مع قدرات محدودة، أو مع إرادة كسولة، وعجز غير مبرر، وبتأثير من العيش في الماضي، مع أحداثه المأساوية، وتجاربه القاسية. بمثل هذه المسببات وغيرها تتكوّن تلك الانعكاسات النفسية البائسة. يقال عادة لهذا الانسان: تصالح مع نفسك. ماذا يعني التصالح مع الذات؟ يعني الانسجام، والسلام الداخلي. التفهم، والقناعة، والتجاوز. يعني ترسيخ معاهدة تسامح وسلام أبدي مع النفس، بعد معارك طويلة وخاسرة، لأنها مع العدو الخطأ. مضامين التصالح تعتمد على إعادة تقويم شاملة للذات وبعيوبها وإخفاقاتها، والقبول المبدئي بها، لأنه ما من خيار سوى ذلك. فالإنكار والاحتقار والتعالي على الواقع الحقيقي لا يغيّر النتائج، وإنما يقوّض الطمأنينة، ويكرس التناقض مع النفس، ويسمح بتوالد العُقد والأزمات والكراهية المَرَضية، والتي تقعدك عن مواص