مأوى
جلس في الحديقة الخالية، منهمكا في قراءة أوراق بين يديه على ضوء الشروق الوليد. الشعر واللحية الكثيفان والثياب الرثة لمن لا مأوى له. نهض وطوى الأوراق بعناية ودسها في جيب سرواله. رش ما بقي من الماء في الكأس على العشب، ثم خبأ الكوب بين أغصان نبتة بقامته. استدار وتسلق الشجرة؛ اهتزت قليلا ثم سكنت. انتظرتُه أن ينزل، فلم يظهر. ليست شجرة ذات ثمار ليجنيها، فلم ارتقاها؟ مرّ شخصان بمحاذاة الشجرة، ولم يبدُ عليهما أنهما رأياه.